هذه الدار لغرض خاص لأن الله تعالى منزه عن العبث وقد قال الله تعالى- وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون وقد جعلها مكتسبا لدار القرار وجعل تعالى بضاعتها الأعمال الصالحة ووقتها العمر وهو قصير جدا بالنظر إلى ما يطلب من السعادة الأبدية التي لا انقضاء لها فإن اشتغلت بها واستيقظت استيقاظ الرجال واهتممت بشأنك اهتمام الأبدال رجوت أن تنال نصيبك منها فلا تضيع عمرك في الاهتمام بغير ما خلقت له يضيع وقتك ويذهب عمرك بلا فائدة فإن الغائب لا يعود والميت لا يرجع وتفوتك السعادة التي خلقت لها فيا لها حسرة لا تفنى وغبن لا يزول إذا عاينت درجات السابقين وأبصرت منازل المقربين وأنت مقصر من الأعمال الصالحة خلى من المتاجر الرائحة فقس ذلك الألم على هذه الآلام وادفع أصعبهما عليك وأضرهما لك مع أنك تقدر على دفع سبب هذا ولا تقدر على دفع سبب ذاك-
كما قال (ع) إن صبرت جرى عليك القضاء وأنت مأجور وإن لم تصبر جرى عليك القضاء وأنت مأزور
فاغتنم شبابك قبل هرمك-
مخ ۱۵