مرور په هنا د ځمکې کي او خبرونه له بقاء نړۍ
مرور في أرض الهناء ونبأ من عالم البقاء
ژانرونه
أراد المؤلف أن يصف وينتقد الفساد الذي يعتور الهيئة الاجتماعية على اختلاف مصادره - ولا سيما في المجموع الشرقي - فاتخذ لغرضه هذه الواسطة البليغة.
جعل كلامه كله رسالة من صديق ميت إلى صديق حي.
ووصف بلسان المكاتب مشهدين عظيمين؛ عالما أرقى من هذا العالم، ودينونة على مدخل عالم البقاء.
وما كان أقدر المؤلف إذ اختار هذه الواسطة.
أما جعله الكلام رسالة من عالم البقاء، فمن شأنه أن يجعل أبعد الناس عن الأوهام أن يعنى بالحديث ويتروى فيه.
أما وصفه للمشهدين، فقد استطاع به أن ينتقد نقائص الهيئة الاجتماعية بدقة متناهية، وحيلة لطيفة، في المشهد الأول مثل لنا كيف كانت الطمأنينة سائدة في هذا العالم، وكيف كانت الراحة تشمله، لولا الجهل والطمع والشراسة والمناكرة والمكر، وما يتفرع منها ومن أمثالها، كل ما هو قابل للزوال من مفاسد هذا العالم ذكر أنه قد زال من «أرض الهناء»، ووصف كيف أن الناس هناك بعد زواله قد أصبحوا أقرب إلى الملائكة منهم إلينا، وفي المشهد الثاني وضع تحت الدينونة «أحد ملوك الشرق العظام»، وراهبا، ومتصرفا من متصرفي لبنان، وواحدا من مشايخ المسلمين، وبخيلا، ولصا، وكاهنا، وصحافيا، وطبيبا، وسكيرا، ومحاميا، أكثر إذا لم أقل: كل نقائص الهيئة الاجتماعية - ولا سيما الشرقية - ورد ذكرها هناك بصورة جلية قبيحة، وأية صورة لتلك النقائص أمثل وأسوأ من هذه التي ترى فيها مصادر النقائص نفسها من الحكام، والكهنة، والأطباء، والصحافيين، وسائر المصادر تحت طائلة الديان ينالون جزاء ما قدمت أيديهم.
نعم، إن المؤلف أجاد كثيرا في الواسطة التي اتخذها لغرضه، وما كان هذا الغرض إلا نبيلا، فالكتاب - على ما أرى - واحد من بضعة كتب جليلة ظهرت بالعربية في عهد النهضة الأخير.
وليس هذا يعني أن الكتاب خال من العيب، فيه عيوب كلية وعيوب جزئية، وأنا ذاكر من هذه العيوب ما لا يزال عالقا على الذهن وهو أظهرها.
اقتتال الروحين اللذين كانا يخفران «أبا الأجران» واحد تلك العيوب، قد كان في إمكان المؤلف ابتكار حيلة أخرى للتعريج بأبي الأجران على «أرض الهناء».
لهجة الديان في المحاكمات عيب آخر، قد كان ممكنا للمؤلف أن يجعل الديان أكثر رزانة.
ناپیژندل شوی مخ