التي اتفق على ترجمتها بالصفة سعيد والاسم منها السعادة، وهو اتفاق بالغ التوفيق (على نحو ما سنشرح)؛ فهو معنى عسير التصور، والكلمة لا ترد في القرآن إلا مرتين:
وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها (هود: 108)،
يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد (هود: 105)، والمعجم يفسر السعادة تفسيرا اشتقاقيا قائلا إنه «معاونة الله للإنسان على نيل الخير»؛ أي إنه يربط المصدر «السعادة» بالفعل «ساعد» (أسعده الله: وفقه)، ولا يقول عن معناه إلا أنه ضد الشقاوة، والمعاجم كلها تتفق على هذا دون تحديد لعناصر المعنى أو حتى لدلالته العامة اعتمادا على أنه «معروف»، ولكن السعادة بالمعنى الاصطلاحي تعني أكثر من التوفيق (وهو معنى أساسي في
happy )، فتتضمن الهناء والسرور، وأما الهناء بالعربية فأصله إساغة الطعام وتقبله، تقول هنئ له الطعام إذا ساغ ولذ، وجاء منه هنئ بالشيء فرح به، وقد يكون ابن فارس مخطئا في رصد ما يعتبره المعنى الأصلي بسبب شيوع الهناء في سياقات أخرى مثل: «ليهنئك هذا الأمر؛ أي ليكن مبعث فرح وسرور لك»، ولكن القرآن لا يستخدم هنيئا إلا في سياق الطعام:
فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا (النساء: 4)،
كلوا واشربوا هنيئا (الطور: 19، الحاقة: 24، المرسلات: 43). وعلى أي حال فإن المعنى الأصلي وفروعه يتضمن السرور، وهو معنى لا يوجد في الدلالة الاشتقاقية للسعادة، ولنا إذن أن نقول إن المعنى الاصطلاحي للسعادة يتفق مع معنى
happy
الاصطلاحي في العناصر التالية: (1) التوفيق (من الله) إلى. (2) الخير بما يجلب. (3) الهناء؛ أي السرور والغبطة والفرح.
وأصل الكلمة
happy
ناپیژندل شوی مخ