264

*** 263 )

3 وقد ذكر الامام الطبرسي في تفسير الآية من مجمع البيان: أن النكتة في اطلاق لفظ الجمع على أمير المؤمنين تفخيمه وتعظيمه، وذلك أن أهل اللغة يعبرون بلفظ الجمع عن الواحد على سبيل التعظيم (قال): وذلك اشهر في كلامهم من ان يحتاج الى الاستدلال عليه (1) .

4 وذكر الزمخشري في كشافه نكتة أخرى حيث قال: فان قلت كيف صح أن يكون لعلي رضي الله عنه واللفظ لفظ جماعة، قلت: جيء به على لفظ الجمع، وان كان السبب فيه رجلا واحدا ليرغب الناس في مثل فعله، فينالوا مثل نواله، ولينبه على أن سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والاحسان ، وتفقد الفقراء حتى ان لزمهم أمر لا يقبل التأخير، وهم في الصلاة، لم يؤخروه الى الفراغ منها. اه. (2) .

5 قلت عندي في ذلك نكتة ألطف وأدق، وهي أنه انما أتى بعبارة الجمع دون عبارة المفرد بقيا منه تعالى على كثير من الناس، فان شانئي علي وأعداء بني هاشم وسائر المنافقين وأهل الحسد والتنافس، لا يطيقون أن يسمعوها بصيغة المفرد، اذ لا يبقى لهم حينئذ مطمع في تمويه، ولا ملتمس في التضليل فيكون منهم بسبب يأسهم حينئذ ما تخشى عواقبه على الاسلام، فجاءت الآية بصيغة الجمع مع كونها للمفرد اتقاء من معرتهم، ثم كانت النصوص بعدها تترى بعبارة مختلفة ومقامات متعددة، وبث فيهم أمر الولاية تدريجا تدريجا حتى أكمل الدين وأتم النعمة، جريا منه صلى الله عليه وآله وسلم، على عادة الحكماء في تبليغ الناس ما يشق عليهم، ولو كانت الآية بالعبارة المختصة بالمفرد، لجعلوا أصابعهم في آذانهم، واستغشوا ثيابهم، وأصروا واستكبروا إستكبارا، وهذه الحكمة مطردة في كل ما جاء في القرآن الحكيم من آيات فضل أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين كما لا يخفى، وقد أوضحنا هذه الجمل واقمنا عليها الشواهد القاطعة والبراهين الساطعة في كتابينا سبيل *** 264 )

مخ ۲۵۲