صاح قائد الكشافة: «الإسعافات الأولية للجرحى!» «كي يي كي، يي يي، ها ها!» نسي بيل السمين الطيب لأي الطرفين ينتمي وهتف هتاف الهنود الحمر في الحرب.
صاح قائد الكشافة: «أنصتوا لصوت طائر الوقواق الأصفر!» ووسط فرط حماسته، بعد نفاد السهام، انضم إلى جيمي في الرشق بالحجارة.
وعند اختفاء آخر ثمرة طماطم من فوق العوارض ظهر فتيان الكشافة منقطعي الأنفاس يلهثون أمام قائد الكشافة، الذي وقف في وضع الانتباه ومعه السيف أثناء انتظام الفتيان في صف في انتظار الأوامر. «أيها الفتيان، لنتقدم بالشكر للغريب الكريم الذي ساعدنا باقتدار في هزيمة أعدائنا الأزليين.»
وقف الصبية الصغار الثلاثة في مواجهة جيمي، محرجين من مفاجأة الموقف. فاحتضن بيل السمين الطيب رأسه، ومالت عيناه جانبا، وهو يتمتم قائلا: «شكرا!» ونظر الطفل المطيع إليه مباشرة وقال: «شكرا جزيلا!» وضم ذو الوجه الملائكي كعبيه، وحياه باعتزاز بالنفس، وقال: «في غاية الامتنان لك، يا سيدي!» ولوح قائد الكشافة بالسيف في دائرة واسعة وأعاد الانحناء واضعا يده على صدره، ثم استقام، وتوجه إلى جيمي. «أشكرك! وفتياني يشكرونك! وبلدك يشكرك! وكل من في هذا الحي تحديدا يشكرك! كشافة رقم واحد، أحضر الخرطوم! كشافة رقم اثنين، احضر المكنسة! كشافة رقم ثلاثة، افتح المياه!»
عند وضع الخرطوم، تولى قائد الكشافة المسئولية. فاندفع الماء على السياج الأبيض. وأخذ بيل السمين الطيب المكنسة. وجمع الطفل المطيع وذو الوجه الملائكي بقايا الطماطم وحملوها إلى صفيحة القمامة. بعد أن فرغوا من عملهم وعاد كل شيء نظيفا مرة أخرى وشرعت شمس العصاري تجفف السياج بأشعتها الأخيرة الواهنة وتعيد إليه لونه الأبيض، لاحظ جيمي حين مر قريبا منه أن هناك عشرات الخطوط الحمراء شبه الخفية وأدرك أنه من الوارد أن المعركة التمثيلية كانت تقام أسبوعيا في حديقة سيد النحل. من ثم عاد إلى المقعد أسفل شجرة الجاكرندا شاعرا أنه بالسماح بالمعركة لم يتخط حد صلاحياته. وبينما هو يدير ظهره، حدث شيء لم يستطع أن يتبينه على وجه التحديد. وبعد أن اعتدل ليتخذ مجلسه التقت عينه بكتلة من الأرجل والأذرع المتحركة. أذرع وأرجل في كل مكان. كانت كتلة كبيرة من البشر تدور في أنحاء الممشى المفروش بالحصى، وفيها تداخلت ساقا بيل السمينتان العاريتان، وساقا الطفل المطيع قمحيتا اللون، وقدما ذي الوجه الملائكي بجوربيهما الحريريين وحذائهما المصنوعين من جلد الجدي. وفي الحال ظهر الشعر القصير لقائد الكشافة، ليبدأ الزعيم بيدين ماهرتين في فصل الكتلة، وتفكيكها، ودفعها بخبرة في اتجاهات مختلفة.
صاح قائد الكشافة: «أحضروا سكاتة للأطفال!» وتابع: «تتنازعون وتتشاجرون على خرطوم هكذا! لقد قلت: «الكشافة رقم واحد، ضع الخرطوم بعيدا»!»
تكلم ذو الوجه الملائكي فتناثر البصاق من فمه. «لم تقل شيئا من ذلك! لقد قلت: «الكشافة رقم ثلاثة»، وأنا الكشافة رقم ثلاثة! لم تكن لتطلب من رقم واحد أن يعيده وقد طلبت من رقم واحد أن يأتي به!»
استغرق قائد الكشافة في تفكر عميق. واستخدم مقبض السيف في حك شعره المبعثر.
قال قائد الكشافة خافضا صوته في نبرة ودية: «أيها الرفاق، أعتقد أن ذا الوجه الملائكي على حق. أعتقد، ويا للعجب، أنني فعلا قلت له أن يبعد الخرطوم، وأعتقد أنني طلبت من رقم اثنين أن يبعد المكنسة، وأعتقد أنني لم أطلب من رقم واحد أن يفعل أي شيء، والسبب أن بيل الطيب سمين جدا ومن القسوة أن أجعله يتحرك، على أي حال!»
أدخل قائد الكشافة السيف في غمده، ومشط شعره القصير بأصابعه المتسخة، ومسح وجهه في كمه شديد القذارة، وأدخل طرف قميصه في سرواله بعد أن كان خرج كله منه.
ناپیژندل شوی مخ