[المقدمة]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المبتدى خلقه بالنعم، وايجادهم بعد العدم، والمصطفى منهم من شاء فى الامم، حججا على سائر الامم، وبمحمد (صلى الله عليه وآله) ختم، وبالائمة من بعده النعمة أتم، مصابيح الظلم، وينابيع الحكم، صلى الله عليهم وسلم وكرم، فجعلهم الله تبارك وتعالى من حججه الماضين أبد الابدين، وضرب لهم فى كتابه أمثالا فقال جل اسمه: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا وقال: فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا وقال: بعثنا منهم اثني عشر نقيبا ثم قرنهم رسول الله بكتاب ربه، جعلهم قرنائه، وعليه امناءه،
فقال : إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض
، فجعل حكمهما فى الطاعة وفى الاقتداء بهما واحدا، ثم أعلمنا (صلى الله عليه وآله) اسماءهم (عليهم السلام) وانبائهم ووقفنا على اعيانهم وازمانهم، وجعل ثانى عشرهم قائمهم (عليه السلام) كما كان هو للانبياء خاتمهم، فمن حاول انتقاصا من مددهم او زيادة فى عددهم فقد الحد فى دين الله، و باء بغضب من الله ، وهو كالزايد فى كتاب الله والمنتقص منه، اذ كان حكمهم والقرآن واحدا لا منتقصا منه ولا زائدا صلى الله عليهم وسلم.
وقد ذكرت فى كتابى هذا من مقتضب الآثار ما ادته الينا رواة الحديث من مخالفينا من النص على ائمتنا (عليهم السلام) من الروايات الصحيحة والتوقيف على اسمائهم وأعيانهم وأعدادهم موافقا لرواياتنا، فنقلته
مخ ۱