ألفى الأمير عبد الرحمن بن الحكم على قضاء والده الأمير الحكم سعيد بن محمد بن بشير المعافري، وجده على القضاء لأبيه، فأمضاه بعده. ومحمد بن شراحيل المعافري جد بني شراحيل هؤلاء الذين ينسب إليهم المسجد والدرب بالربض الغربي: ثم الفرج كنانة الكناني الشذوني؛ ثم يحيى بن معمر الألهاني الإشبيلي، ثم عزله لرفع الفقيه يحيى بن يحيى عليه، ثم الأسوار بن عقبة الجياني ثم إبراهيم بن العباس المرواني جد بني أبي صفوان هؤلاء القرشيين الوجوه بقرطبة، ثم عزله - زعموا - لكلمة خاطبته بها امرأة تخاصمت إليه بمجلس نظره، فلم ينكرها، وذلك أن قالت له: يا بن الخلائف! أنظر إلى نظر الله إليك!، فلم يغير عليها، فنماها إلى الأمير موسى بن حدير الخازن الأكبر؛ ورفع إليه صفحة يقول فيها: ما ينبغي للأمير أن يشركه في سلطانه من يخاطب بمثل ما يخاطب به، ويحلى تحليته، فذاك الذي أوجب عزله، وقيل إن تلك المرأة دست لتقول ذلك القول، فعزله الأمير سريعًا؛ ثم استقضى بعده محمد بن زياد جد بني زياد هؤلاء الركنيين، ثم عزله وأعاد يحيى بن معمر إلى القضاء ثانية؛ ثم يخامر ابن عثمان الجياني، واستعفاه من الولاية فأعفاه؛ وولى أخاه معاذ بن عثمان؛ ثم سعيد ابن سليمان الغافقي البلوطي آخر قضاته، فصارت عدة القضاة في أيامه عشرة رجال قال ابن عبد البر في تاريخه: وكانت الفتيا في أيام الأمير الحكم وأيام عبد الرحمن ولده تدور على عيسى ابن دينار؛ وزونان بن الحسن، ومحمد بن عيسى الأعشى راوية وكيع بن الجراح،
1 / 179