39

مقفا

المقفى الكبير

پوهندوی

محمد اليعلاوي

خپرندوی

دار الغرب الاسلامي

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

وقال ضمرة بن ربيعة: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: أخاف أن لا يكون لي أجر في تركي أطايب الطعام، لأنّي لا أشتهيه- وكان إذا جلس على سفرة فيها طعام طيّب رمى بما وقع بين يديه إلى أصحابه وأكل هو الخبز والزيتون. وقال أبو حفص العسقلانيّ: شهدت إبراهيم ابن أدهم، فدعاه رجل من أصحابه قد تزوّج. فجلس بيني وبينه رجل. ثمّ أتينا بقصعة ثريد ولحم. فرأيت إبراهيم يأكل الثريد ولا يأكل اللحم- بلغني أنّه كان يفعل هذا إذا كان في الطعام قلّة، يبقي على أصحابه. وقال لإبراهيم بن أدهم: تريد تدعو؟ كل الحلال وادع بما شئت! وقال لإبراهيم السائح: يا أبا إسحاق، اعبد الله سرّا حتّى تخرج على الناس يوم القيامة كمينا (١). وقال حذيفة المرعشيّ: قدم شقيق البلخي مكّة، وإبراهيم بن أدهم بمكّة. فاجتمع الناس فقالوا: نجمع بينهما. فجمعوا بينهما في المسجد الحرام. فقال إبراهيم لشقيق: يا شقيق، على م أصّلتم أصولكم؟ فقال: إنّا أصّلنا أصولنا على أنّا إذا رزقنا أكلنا، وإذا منعنا صبرنا. فقال إبراهيم: هكذا كلاب بلخ: إذا رزقت أكلت، وإذا منعت صبرت. فقال شقيق: على م أصّلتم أصولكم يا أبا إسحاق؟ قال: أصّلنا أصولنا على أنّا إذا رزقنا آثرنا، وإذا منعنا حمدنا وشكرنا. فقام شقيق، وجلس بين يديه وقال: أنت أستاذنا. وقال إبراهيم بن بشّار: قلت لإبراهيم بن أدهم: أمرّ اليوم أعمل في الطين. فقال: يا ابن بشّار، إنّك طالب ومطلوب، يطلبك من لا تفوته وتطلب ما قد كفيته، كأنّك بما غاب [عنك] قد كشف لك، وما قد كنت فيه قد نقلت عنه. يا ابن بشار، كأنك لم تر حريصا محروما، ولا ذا فاقة مرزوقا. ثمّ قال: ما لك حيلة؟ فقلت: لي عند البقّال دانق. قال: عزّ عليّ بك: تملك دانقا، وتطلب العمل؟ وسمعته يقول: قلّة الحرص والطمع تورث الصدق والورع. وكثرة الحرص والطمع تكثر الهمّ والجزع. وقال: إنّ الناس يريدون منّا أن نقبل منهم. ولو قبلنا منهم الأقلّ ما أعطونا، ولأسرع ما ملّونا. وقال له رجل: إنّي أريد أن أواسيك من مالي. قال: وكم تملك؟ قال: مائة ألف. قال: وأنت في طلب غيره؟ قال: نعم. قال: لا حاجة لي إلى ذلك. أنت فقير، إنّا لم نؤمر أن نأخذ من الفقراء شيئا. وقال له رجل: أحبّ أن تقبل منّي هذه الجبّة كسوة فتلبسها. قال: إن كنت غنيّا قبلتها منك، وإن كنت فقيرا لم أقبلها منك.

(١) كمين: على وزن أمير، وهو الدّاخل في الأمر لا يفطن له. وكذلك الكمين في الحرب، والمعنى هنا: لا تتظاهر بالتعبّد وأكتمه تواضعا.

1 / 42