216

منیة المرید

منية المريد

ژانرونه

كان يسيرا وبما يستر مثله من اللباس وإن كان خلقا فبالصبر على ضيق العيش تنال سعة العلم ويجمع شمل القلب عن مفترقات الآمال ليتفجر عنه ينابيع الحكمة والكمال. قال بعض السلف (1) لا يطلب أحد هذا العلم بعز النفس فيفلح ولكن من طلبه بذل النفس وضيق العيش وخدمة العلماء أفلح. وقال أيضا لا يصلح طلب العلم إلا لمفلس. فقيل ولا الغني المكفي فقال ولا الغني المكفي (2). وقال آخر (3) لا يبلغ أحد من هذا العلم ما يريد حتى يضر به الفقر ويؤثره على كل شيء. وقال بعضهم (4) لا ينال هذا العلم إلا من عطل دكانه وخرب بستانه وهجر إخوانه ومات أقرب أهله فلم يشهد جنازته. وهذا كله وإن كان فيه مبالغة فالمقصود به أنه لا بد فيه من جمع القلب واجتماع الفكر. وبالغ بعض المشايخ فقال لبعض طلبته اصبغ ثوبك حتى لا يشغلك فكر غسله (5). ومن هنا قيل العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك (6).

الرابع

[4-] أن يترك التزويج حتى يقضي وطره من العلم

فإنه أكبر شاغل

مخ ۲۲۷