وبهذا الإسناد عن الناصر للحق عليه السلام، قال: أخبرنا محمد بن علي بن خلف العطار، قال: حدثنا يحيى بن هاشم، قال: حدثنا أبو الجارود زياد بن المنذر الهمداني وفطر بن خليفة المخزومي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني، قال: كنا في الرحبة عند علي بن أبي طالب: فجاء قوم من قبل اليمن فقالوا: السلام عليك يامولانا. فقال: أنا مولاكم عتاقة؟ فقالوا: لا، نحن قوم من العرب سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم: (( من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه )). قال: فهاجه ذلك فنادى في الناس فاجتمعوا حتى امتلأت الرحبة منهم فقام فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أنشد بالله تعالى من شهد يوم غدير خم إلا قام ولايقوم رجل يقول أنبئت إلا رجل سمعت أذناه ووعاه قلبه. قال: فقام اثني عشر رجلا ثمانية من الأنصار ورجلان من قريش ورجل من خزاعة والآخر لا أدري من هو، قال: اصطفوا. فاصطفوا، فقال: هاتوا ماسمعتم قالوا: نشهد أنا أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع حتى إذا كان بغدير خم، نزل ونزلنا حتى إذا كان صلاة الظهر خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمر بسمرات فشذبن وقممن ثم ألقى عليهن ثوبا ثم نادى الصلاة فخرجنا وصلينا معه، ثم إذا انصرف قام فحمد الله عز وجل وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: (( يا ايها الناس إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسؤول وإنكم مسؤولون فما أنتم قائلون، قالوا: نقول اللهم قد بلغت. قال: اللهم اشهد ثلاث مرات. ثم قال: إلا إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم ثم قال: أوصيكم بالنساء وأوصيكم بالجار وأوصيكم بالمملوك ثم قال: يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، سألت الله عز وجل لهما ذلك فأعطانيه. قال: يا أيها الناس أتعلمون أن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بكم منكم، قال ذلك ثلاث مرات، قال: فقلنا نعم. وهو آخذ يدك حتى عرفناك باسمك وعرفناك بيديك وهو يقول: (( من كنت مولاه فعلي مولاه، قال ذلك ثلاث مرات.
مخ ۲۳