236

منتقي له منهاج د اعتدال څخه

المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال

پوهندوی

محب الدين الخطيب

وعَلى هَذَا ترك جمَاعَة من الصَّحَابَة الْقِتَال مَعَ عَليّ لأهل الشَّام وَالَّذين قَاتلُوهُ لَا يَخْلُو إِمَّا أَن يَكُونُوا عصاة أَو مجتهدين مخطئين أَو مصيبين وعَلى كل تَقْدِير فَهَذَا لَا يقْدَح فِي إِيمَانهم وَلَا يمنعهُم الْجنَّة بقوله تَعَالَى (وَإِن طَائِفَتَانِ من الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا فأصلحوا بَينهمَا فَإِن بَغت إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى فَقَاتلُوا الَّتِي تبغي حَتَّى تفيء إِلَى أَمر الله فَإِن فاءت فأصلحوا بَينهمَا بِالْعَدْلِ وأقسطوا إِن الله يحب المقسطين إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَة فأصلحوا بَين أخويكم) فسماهم إخْوَة وَأما قَوْلك لم يكْتب لَهُ كلمة من الْوَحْي فدعوى كنظائرها قَالَ وَكَانَ بِالْيمن يَوْم الْفَتْح يطعن على رَسُول الله ﷺ وَكتب إِلَى أَبِيه أبي سُفْيَان يعيره بِالْإِسْلَامِ وَيَقُول أَصَبَوْت إِلَى دين مُحَمَّد وَكتب إِلَيْهِ هَذِه الأبيات (يَا صَخْر لَا تسلمن طَوْعًا فتفضحنا ... بعد الَّذين ببدر أَصْبحُوا فرقا) (جدي وخالي وَعم الْأُم يالهم ... قوما وحَنْظَلَة المهندي لنا أرقا) (فالموت أَهْون من قَول الوشاة لنا ... خلى ابْن هِنْد عَن الْعُزَّى لقد فرقا) وأهدر النَّبِي ﷺ دَمه فَلَمَّا لم يجد مأوى صَار إِلَى النَّبِي ﷺ مضطربا فأظهر الْإِسْلَام قبل موت النَّبِي ﷺ بِخَمْسَة أشهر وَطرح نَفسه على الْعَبَّاس إِلَى أَن قَالَ وَعَن ابْن عمر عَن النَّبِي ﷺ يطلع عَلَيْكُم رجل يَمُوت على غير سنتي فطلع مُعَاوِيَة وَقَامَ النَّبِي ﷺ خَطِيبًا فَأخذ مُعَاوِيَة بيد ابْنه يزِيد وَخرج فَقَالَ النَّبِي ﷺ لعن الله الْقَائِد والمقود إِلَى أَن قَالَ وَبَالغ فِي محاربة على وَقتل جمعا من خِيَار الصَّحَابَة

1 / 252