119

منتخب په قرآنکریم تفسیر کې

المنتخب في تفسير القرآن الكريم

ژانرونه

[6.145-147]

145- قل - أيها النبى -: لا أجد الآن فى مصدر التحليل والتحريم الذى أوحى به إلى طعاما محرما على آكل يأكله، إلا أن يكون هذا الشئ ميتة لم تذك ذكاة شرعية، أو دما سائلا، أو لحم خنزير، فإن ذلك المذكور ضار خبيث لا يجوز أكله أو أن يكون هذا الشئ المحرم فيه خروج من العقيدة الصحيحة، بأن ذكر عند ذبحه اسم غير الله، كصنم معبود آخر. على أن من دعته الضرورة إلى أكل شئ من هذه المحرمات غير طالب اللذة بالأكل، وغير متجاوز قدر الضرورة، فلا حرج عليه لأن ربك غفور رحيم.

146- فهذا ما حرمناه عليكم. ولقد حرمنا على اليهود أكل اللحم والشحم وغيرهما من كل ما له ظفر من الحيوانات كالإبل والسباع، وحرمنا عليهم من البقر والغنم شحومهما فقط، إلا الشحوم التى حملتها ظهورهما، أو التى توجد على الأمعاء، أو التى اختلطت بعظم. وهذا التحريم عقاب لهم على ظلمهم، وفطم لنفوسهم من اندفاعها فى الشهوات، وإنا لصادقون فى جميع أخبارنا التى منها هذا الخبر.

147- فإن كذبك المكذبون فيما أوحيت به إليك، فقل لهم محذرا: إن ربكم الذى يجب أن تؤمنوا به - وحده وتلتزموا أحكامه - ذو رحمة واسعة لمن أطاعه، ولمن عصاه أيضا، حيث لم يعجل بعقوبتهم، ولكن لا ينبغى أن يغتروا بسعة رحمته، فإن عذابه لا بد واقع بالمجرمين.

[6.148-150]

148- سيقول المشركون اعتذارا عن شركهم، وتحريم ما أحل الله من المطاعم، وتكذيبا لما أبلغتهم من مقت الله لما هم عليه: إن الإشراك منا وتحريم الحلال كانا بمشيئة الله ورضاه، ولو شاء عدم ذلك وكره منا ما نحن عليه، ما أشركنا نحن ولا أسلافنا، ولا حرمنا شيئا مما أحله لنا. وقد كذب الذين من قبلهم رسلهم، كما كذبك هؤلاء واستمروا فى تكذيبهم حتى نزل بهم عذابنا! قل لهؤلاء المكذبين، هل عندكم من مستند صحيح على أن الله رضى لكم الشرك والتحليل، فتظهروه لنا؟ ما تتبعون فيما تقولون إلا الظن الذى لا يغنى من الحق شيئا، وما أنتم إلا كاذبون فيما تزعمون.

149- قل - يا أيها النبى -: لله الحجة الواضحة فى كذبكم وادعائكم أن الله رضى بعملكم، ولا حجة لكم فيما تزعمون من الشرك والتحليل والتحريم وغيرها، فلو شاء الله أن يوفقكم إلى الهداية لهداكم أجمعين إلى طريق الحق، ولكنه لم يشأ ذلك لاختياركم سبيل الضلال.

150- قل لهم - يا أيها النبى -: هاتوا أنصاركم الذين يشهدون لكم أن الله حرم هذا الذى زعمتم أنه حرام، فإن حضروا، وشهدوا، فلا تصدقهم لأنهم كاذبون. ولا تتبع أهواء هؤلاء الذين كذبوا بالأدلة الكونية والقرآن المتلو، الذين لا يؤمنون بالآخرة - وهم مشركون بالله - يساوون به غيره من المعبودات الباطلة.

[6.151-153]

151- قل لهم - يا أيها النبى - تعالوا أبين لكم المحرمات التى ينبغى أن تهتموا بها وتبتعدوا عنها: لا تجعلوا لله شريكا ما، بأى نوع كان من أنواع الشرك، ولا تسيئوا إلى الوالدين، بل أحسنوا إليهما إحسانا بالغا، ولا تقتلوا أولادكم بسبب فقر نزل بكم، أو تخشون نزوله فى المستقبل، فلستم أنتم الرازقين، بل نحن الذين نرزقكم ونرزقهم، ولا تقربوا الزنى فهو من الأمور المتناهية فى القبح، سواء منها ما ظهر للناس حين إتيانه، وما لم يطلع عليه إلا الله، ولا تقتلوا النفس التى حرم الله قتلها لعدم موجبه، إلا إذا كان القتل بحق تنفيذا لحكم القضاء. أمركم الله أمرا مؤكدا باجتناب هذه المنهيات التى تقضى بديهة العقل بالبعد عنها، لتعقلوا ذلك.

ناپیژندل شوی مخ