وكان مولده بالمدينة (1) لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة أربع عشرة ومائتين للهجرة؛ وأقام مع أبيه ست سنين وخمسة أشهر، وعاش بعد أبيه أيام إمامته ثلاثا وثلاثين سنة تسعة أشهر؛ فكان [في أيام إمامته] بقية ملك الواثق، ثم ملك جعفر المتوكل، وملك ابن المتوكل، ثم ملك أحمد المستعين ابن المعتصم، ثم ملك الزبير ابن المتوكل وهو المعتز، وفي آخر ملكه استشهد ولي الله مسموما سنة أربع وخمسين ومائتين الهجرة. (2)
قال إبراهيم بن همام: فحدثني جماعة من أصحابنا قالوا: مات أبو الحسن (عليه السلام) في يوم الاثنين لثلاث ليال بقين من جمادي الآخرة نصف النهار، وليس عنده إلا ابنه أبو محمد [(عليهما السلام)]. وكان أبو الحسن (عليه السلام) قبل ذلك لساعته (3) قد خرج إلى المستراح، واعتل وأفاض (عليه السلام) موشحا بإزار، وصار إلى فراشه ومجلسه الذي كان عليه، فما لبثنا أن خرج أبو محمد (عليه السلام) من عنده وقد شق عليه قميصه وآذننا بموته، فجاءت أم الحسن من الدار التي كان تسكنها، فما أمكنها أن تفتح الباب الذي كان بينها وبيني، لأنه كان مغلقا
مخ ۸۵