240

منصف

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

خپرندوی

دار إحياء التراث القديم

د ایډیشن شمېره

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

د چاپ کال

أغسطس سنة ١٩٥٤م

محال، ويدل على أنه محال١ قولهم: "خَفَفت١ على فلان" بفتح العين، وقالوا في المضارع: "يَخِف" هذا "فعَل يفعِل"، ونظيره٢: "خف يخف"، ولم يأت فيما عينه ولامه من موضع واحد٣ "فعُلت" إلا حرفان فيما علمت وهما٤ "لَبُبْت فأنت لَبِيب" حكاها يونس، قال لي أبو علي: قال أبو إسحاق: سألت عنها ثعلبا فلم يعرفها، وحكى قطرب: "شرُرت في الشر". وإنما تجنبوا "فعُلت" بالضم٥ في المضاعف؛ استثقالا للضمة مع التضعيف. فأما "حبذا" فأصلها -لعمري- "حَبُب"، إلا أنها لما لزمت الإدغام -فلم يظهر تضعيفها- احتملت لذلك. وقد قالوا أيضا٦: "دَمُمْت فأنت تدم٧ دَمامة"، ولا يجب من حيث كان "خف فهو خفيف" نقيض "ثقل فهو ثقيل" أن يكون "فعُل" كما أن "ثقُل" كذلك؛ لأن هذه٨ مقايسة، وقولهم: "خففت أخف" مسموع والسماع يبطل القياس. فأما "سريع، وسُرَاع" فهما لعمري من "فعُل"؛ لأنهم قد قالوا "سرُع"، وأنشدوا للأعشى: واستخبري قافل الركبان وانتظري ... أوب المسافر إن ريثا وإن سرعا ويروى: سَرِعا. وقوله: فـ "فَعِيل، وفُعَال" أختان في باب "فعُلت" هما لعمري كذلك، إلا أن فعيلا "هو الأصل"، وإنما يُخرَج به إلى "فُعَال" إذا أريد المبالغة "وطُوَال

١، ١ ظ، ش: قولهم: خفف فلان، وخففت. ٢ ظ، ش: ونظير. ٣ واحد: ساقط من ظ، ش، وسقوطه يفسد المعنى. ٤ ص: وهي. ظ: وهو. ٥ بالضم: زيادة من ظ، ش. ٦ أيضا: ساقط من ظ، ش. ٧ فأنت تدم: ساقط من ظ، ش. ٨ ظ، ش: هذا.

1 / 240