186

منصف لپاره سړی او وړونکی

المنصف للسارق والمسروق منه

پوهندوی

عمر خليفة بن ادريس

خپرندوی

جامعة قار يونس

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٩٩٤ م

د خپرونکي ځای

بنغازي

ژانرونه

ادب
بلاغت
وقد قال الديك: ليسَ ذا الدّمْعُ دَمْعَ عَينِي وَلكِنْ ... هي نَفْسٌ تُذيبُها أنفاسِي فجانس بين النفس والنفس وقد قال ابن دريد: لا تحْسبني دَمْعي تَحدَّر إِنَّما ... رُوحِي جَرَتْ في دَمْعي المُتحدّرِ وكلهم أنّث الروح، والروح مذكر إنّما أنثوه لتأنيث النفس فكلام بشار أرطب وأعذب، لأن من قال ذاب، قال: قطرت فهو أرجح من جميع هذه الألفاظ فأما أبو الطيب فنسخ هذا المعنى وما نسخه لأنه يبعد عن لفظ من يقدمه في الرونق والبهاء وكثرة الماء ولو لم يكن في بيته إلا ما يفاضح به من قول السم وبكم قطع ألف الوصل أملح في شعر المتأخرين من ذكر السم على كراهة النحويين ذلك إلا في ضرورة الشعر ولعل بعضًا من المتشدقين أن يعارض هذا القول مني بالطعن ويقول أتختار له ركوب ما لا يجوز إلا في ضرورة على الصحيح الفصيح؟ فالجواب على ذلك، أنّ أبا الطيب أكثر الناس ركوبًا للضرورات والمجازات أولًا وأيضًا فإن أشعار المحدثين لا يراد منها استفادة علم وإنما يروى لعذوبة ألفاظها ورقتها وحلاوة معانيها وقرب مأخذها ولو سلك المتأخرون مسلك المتقدمين في غلبة الغريب على أشعارهم ووصف المهامة والقفار والإبل والفلوات وذكر الوحش والحشرات ما رويت لأن المتقدمين أولى

1 / 286