منقذ
المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة)
ژانرونه
15 (341أ)، ويحاول بعضهم - مع ذلك - أن يقنع نفسه بأنه سمع ما فيه الكفاية عن الموضوع كله، وأنهم ليسوا بحاجة إلى مزيد من الجهد والعناء. هذا هو الاختبار الأكيد «المأمون» الذي يمكن تطبيقه على أولئك الذين يميلون إلى حياة اللذة والدعة، ولا يجدون في أنفسهم القدرة على العمل الشاق. وليس لأحدهم أن يلوم إلا نفسه إذا عجز عن النهوض بما يتطلبه منه الموضوع، ولا بد في هذه الحالة أن يعفي المرشد من المسئولية.
هذه هي الأفكار التي كنت أحملها في ذهني عندما قلت ما قلته لديونيزيوس، لم أتحدث إليه في كل شيء، ولم يسألني هو نفسه عن ذلك، فقد ادعى أن ما سمعه من الآخرين
16 (341ب)، قد أعطاه فكرة كافية عن الموضوع وجعله يحيط بأهم جوانبه. وقد بلغني بعد ذلك أنه كتب رسالة عما سمعه في ذلك الحين، وأنه صور الأمر كأنه رسالة من تأليفه وتعبر عن مذهبه لا عما سمعه. ولكنني لا أعرف شيئا مؤكدا في هذا الشأن. صحيح أنني أعلم أن هناك عددا آخر كتب في نفس هذه الموضوعات، ولكن كل الذين فعلوا ذلك لم ينتحلوا لأنفسهم صفة المؤلفين (341ج)،
17
بيد أني أستطيع، على كل حال، أن أحكم على أولئك الذين كتبوا بالفعل أو سيكتبون في المستقبل مدعين معرفة الأمور التي أوليها اهتمامي - سواء زعموا أنهم أخذوا العلم عني أو عن غيري أو وصلوا إلى الحقيقة بأنفسهم - بأن من المستحيل في رأيي أن يكونوا قد فهموا شيئا عن الموضوع، فلا يوجد عنه كتاب
18
من تأليفي ولن يوجد أبدا؛ لأنه ليس شيئا يمكن التعبير عنه بالكلمات كما هو الحال مع العلوم الأخرى، وإنما تنبثق حقيقته في النفس فجأة بعد مشاركة طويلة وتعاون مستمر في العكوف عليه كما ينبثق نور قدحته شرارة واثبة، وهناك يتغذى وينمو نموا مطردا. ثم إني أعلم علم اليقين أنه لو تسنى أن يوجد شيء مكتوب أو شفهي عن هذا الموضوع فإن من الأفضل أن أكون أنا صاحبه، كما أعلم أيضا أنه لو عرض عرضا سيئا فلن يضار من وراء ذلك أحد غيري. ولو دار بخلدي أن من الواجب أن يبلغ للرأي العام
19 (3421د) بطريقة وافية في صورة شفاهية أو مكتوبة، فهل كان يمكن أن أحقق في حياتي عملا أروع من هذا، وهل هناك أجمل من أن أقدم للبشرية مذهبا عظيما يصف لهم طريقة الخلاص والإنقاذ،
20
ويظهر حقيقة الأشياء ليراها الجميع؟ ولكنني لا أعتقد أن محاولة وضع هذه الأمور «البحوث» في كلمات يمكن أن تنفع الناس، اللهم إلا فئة قليلة جدا لن يستعصي عليها أن تجد الحقيقة بنفسها مع شيء قليل من التوجيه والإرشاد. أما بقية الناس فسوف توغر صدورهم على الفلسفة وتملؤها بالازدراء لها، أو تولد فيهم الغرور الأحمق الباطل الذي يصور لهم أنهم اطلعوا على سر رائع (341ه).
ناپیژندل شوی مخ