منقذ
المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة)
ژانرونه
ليست المشكلة الحقيقية أن «المنقذ» لم يوجد بعد، بل أنه يوجد دائما ولا يلتفت إليه أحد، وأنه في العادة أزهد الناس في الحكم. لا مفر إذا من «إرغامه» على الهبوط من عليائه.
علينا إذا أن نمارس نوعا من الضغط على هذه الطبائع الرقيقة لإرغامها على الصعود لرؤية الخير، الذي قلنا إنه أسمى موضوع للمعرفة. فإذا ما وصلوا إلى هذه المكانة العليا، وتأملوا الخير بما فيه الكفاية، فلنحذر بأن نسمح لهم بما يسمح لهم به اليوم.
وما هو؟
أن يظلوا في عليائهم ويأبوا العودة إلى سجنائنا أو الاشتراك في أعمالهم ومشاركتهم فيما ينالونه من الجزاء، مهما عظمت قيمته أو تضاءلت، (519).
ليس في هذا الإرغام جور، ما دامت سعادة المدينة بأسرها، وضمان وحدتها، تقتضي المشاركة في الخدمات التي يتسنى لكل فئة أن تؤديها للجماعة:
وهكذا ترى يا جلوكون أننا لن نكون جائرين على فلاسفتنا إذا أرغمناهم على رعاية بقية المواطنين وقيادتهم. فعليكم إذا أن تهبطوا إلى حيث يقيم بقية المواطنين، وأن تعودوا أعينكم رؤية الظلام؛ إذ إنكم متى اعتدتم الظلام أمكنكم أن تبصروا فيه على نحو أفضل ألف مرة مما يبصر فيه الآخرون. وستعرفون كل صورة في الظلام وتعلمون ما تمثله؛ لأنكم شاهدتم الأصول الحقيقية للجمال والعدل والخير. وهكذا يغدو دستورنا، بالنسبة إلينا وإليكم، حقيقة لا حلما كما هو حادث بالفعل في معظم الدول الحالية، حيث يدب الصراع بين الناس من أجل ظلال وأشباح، ويتنازعون السلطة وكأنها خير عميم، على حين أن الدولة في الواقع لا تكون خير الدول وأصلحها حكما إلا إذا تولى الأمر فيها أزهد الناس في الحكم، بينما يحدث عكس هذا في الدول التي يحكمها عكس هؤلاء (520).
هل يرفض «العارفون» الاستماع إلى هذه الحجج؟ وهل يوافقون على الإسهام في المجهود السياسي على الرغم من أنهم يقضون معظم حياتهم في عالم المثل الخالصة؟
قال: إنهم لن يستطيعوا الرفض؛ إذ إنهم عادلون، ونحن لا نطلب إليهم شيئا سوى العدل، ولا شك في أن كلا منهم لن يتولى القيادة إلا لأنها ضرورة لا مفر منها، على عكس ما يحدث الآن في كل الدول، (520). •••
ماذا تنتظر اليوم من المنقذ؟ كيف نراه في ضوء العصر؟ أنجدد وهما وخرافة، أم نقفو أثرا قد يهدي لسبيل الحق؟
المنقذ؟ هل تبقى كلمة، تتبعها كالظل الباهت، لعنة هاملت؟ (بولونيوس: ماذا تقرأ يا مولاي؟ - كلمات، في كلمات، في كلمات ...)
ناپیژندل شوی مخ