منقذ
المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة)
ژانرونه
هل يمكن أن يلتقيا؟
لا يقطع أفلاطون بشيء، بل يترك الأمر للمشيئة الإلهية
7 ...
فإذا شاءت ولد «المنقذ»: سيكون شبيها ببروميثيوس الذي جلب النار للبشر أو بأسكلبيوس الذي وهبهم فن الطب والعلاج. سيكون مفاجأة، حدثا فريدا وجديدا قد يتبعه غيره، وقد ينتهي الأمر عنده ويأتي بعده الفساد ...
هذا المنقذ هو الذي سيوحد بين العالمين، عالم التجربة وعالم الحكمة. هو الذي سيحقق الدولة المثالية العادلة؛ إذ يجمع بين القوة العملية والرؤية الفلسفية.
فلقد عرف السر الأكبر، لا يشبهه سر الطب أو النار؛ فهم مثال العدل وطلب الخير المطلق ...
الأمر إذا لله، لا للعالم التجريبي «الدينامي»، ولا لعالم المثل «الوجودي»، فهو القادر أن يوحد بينهما؛ لأنه هو القوة الوحيدة الفعالة فيهما.
لن تنشأ الدولة المثالية من عالم التجربة، بل ستكون - شأنها شأن كل المثل - مخالفة له. لن تتحقق مهما توافرت الشروط المطلوبة «من تجريد الطبقة العليا من الملكية واختيار الحراس والفلاسفة، والتجنيد العام ... إلخ.» ولن تتم عن طريق الثورة والعنف، بل تتحقق حين يشاء الله أو تشاء المصادفة أن يولد هذا المنقذ، فيخلص كل البشر من البؤس، ويبدد ليل الظلم وينصب ميزان العدل ...
حتى يحدث هذا، ما هو واجب الفلاسفة؟ عليهم أن «يربوا» الناس تربية فلسفية تهيئهم لتحقيق الخير المطلق على الأرض، أن يعلموهم كيف يحافظون عليه كما علموهم كيف يفكرون فيه. عليهم أيضا أن يعدوهم لاستقبال المنقذ والعمل معه، حتى لا يدمروه باللؤم والحسد والغدر والغباء ...
ماذا يطلب منهم؟ ما الشروط الواجب أن تتحقق فيمن يطمح للحكمة؟ فيمن يريد أن يكون فيلسوفا، وقد يتاح له فرصة تدبير أمور الناس وتصريف شئون حياتهم السياسية والعملية، أي فرصة إنقاذهم بالحكمة والحكم؟
ناپیژندل شوی مخ