النّسخ والتحريف وطبعت تِلْكَ الرسَالَة فِي دهلي فِي السّنة المذكروة بِأَمْر ولي الْعَهْد مرزا فَخر الدّين بن سراج الدّين بهادر شاه سُلْطَان دهلي أنار الله برهانهما وَنشر نسخهَا بِأَمْر ولي الْعَهْد المرحوم الْمَذْكُور فِي أقطار الْهِنْد وتوجد نسخهَا المطبوعة فِي مَكَّة المعظمة عِنْد أَكثر أهل الْهِنْد من المجاورين وَهَذِه الرسَالَة مُطَابقَة لهاتين الرسالتين لَا تخالفهما فِي مَضْمُون من المضامين
وَقد سَمِعت فِي مَكَّة المعظمة حَال هَذِه المناظرة من أَفْوَاه رجال غير المحصورين الَّذين جاؤوا لِلْحَجِّ بعْدهَا
وَبِالْجُمْلَةِ خبر هَذِه المناظرة وَكَون القسيس مَغْلُوبًا فِيهَا بِمَنْزِلَة الْمُتَوَاتر الْمَعْنَوِيّ عِنْد أهل الْهِنْد
فَأَرَدْت أَن أترجم هَذِه المناظرة بِاللِّسَانِ الْعَرَبِيّ ليظْهر الْحَال على أهل الْعلم من الْمُسلمين كَافَّة ويعلموا أَن مؤلف ميزَان الْحق الَّذِي حصل لَهُ نوع اعْتِبَار عِنْد بعض الْجُهَّال الَّذين هم كالأنعام هُوَ الَّذِي ألزم فِي هَذِه المناظرة على رُؤُوس الأشهاد فِي مَسْأَلَتي النّسخ والتحريف اللَّتَيْنِ كَانَ يُطِيل اللِّسَان فيهمَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى أهل الْإِسْلَام
فترجمت رِسَالَة أردو بِلَا زِيَادَة ونقصان فِي كَلَام الْمُؤلف
وحيثما زِدْت فِي بعض الْمَوَاضِع شَيْئا للتوضيح فَإِن كَانَ قَلِيلا أوردته فِي أثْنَاء كَلَامه وميزت الزَّائِد عَن كَلَامه بخطين قوسيين وَكِتَابَة الزَّائِد بَينهمَا وَأَن كَانَ كثيرا كتبته غَالِبا فِي الْحَاشِيَة فَلْيَكُن النَّاظر على تنبه من هَذَا الْمَعْنى لِئَلَّا يخلط كَلَامي بِكَلَام الأَصْل
وَهَا أَنا أشرع فِي الْمَقْصُود بعون الله الْملك الْوَدُود وَأَقُول
قَالَ الْمُؤلف شكر الله سَعْيه بعد مَا فرغ من الْحَمد وَالصَّلَاة
1 / 39