تقبلون تَبْدِيل الْوَقْت الَّذِي فِيهِ عذر قوى لشريكي لإنشغاله بِأَمْر خسته خانه
والعذر بِأَن أُمَرَاء الإنكليز لَيْسَ لَهُم وَقت أنسب مِنْهُ ضَعِيف لأَنا لَو فَرضنَا أَنهم لَا يحْضرُون فَلَا بَأْس لِأَن أُنَاسًا كثيرين آخَرين من الْمُسلمين والمسيحيين يحْضرُون وَهَذِه المباحثة لَيست مَوْقُوفَة على حُضُور هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاء فِي رَأْيِي وَإِن كَانَت مَوْقُوفَة فِي رَأْيكُمْ على حضورهم فالغالب أَنهم وَكَذَا سَائِر النَّاس يكونُونَ فارغين بعد غرُوب الشَّمْس فعينوا هَذَا الْوَقْت وَلَو كنت أعرف فِي هَذَا الْبَلَد أحدا مُعْتَمدًا عَارِفًا بِلِسَان الإنكليز غير الْحَكِيم الْمَذْكُور جعلته شَرِيكا لي الْبَتَّةَ واخترت المباحثة التقريرية لأجل أَن الإنفصال فِيهَا يكون أسْرع من المباحثة التحريرية وَهَذَا الْأَمر أنسب واليق بغربتي
وَإِذا كَانَت تِلْكَ أَيْضا فِي الْأُسْبُوع مرّة أَو مرَّتَيْنِ وَلَا يكون مقدارها إِلَّا سَاعَة وَنصفا فَلَا رُجْحَان لَهَا على المباحثة التحريرية وَلَا يحصل السرُور للسامعين أَيْضا وَلَا يَنْقَطِع الْكَلَام فِي كل مرّة على مَحَله وَيحْتَاج إِلَى إِعَادَته فِي الْمرة الثَّانِيَة وَلَا بُد من مُدَّة طَوِيلَة لَا أقدر على تحملهَا فِي المسافرة فألتمس مِنْكُم أَن تتركوا الْوَقْت الَّذِي من طُلُوع الشَّمْس إِلَى السَّاعَة الْعَاشِرَة ٢٤ وتعينوا وقتا آخر يكون مناسبا لكم سَوَاء كَانَ فِي النَّهَار أَو اللَّيْل
لِأَنَّهُ لَا عذر لنا بِوَجْه من الْوُجُوه فِي غير الْوَقْت الْمَذْكُور فِي سَائِر أَجزَاء النَّهَار وَاللَّيْل
وَلَا بُد من المجئ فِي كل يَوْم إِلَى إنفصال الْمسَائِل المتنازعة لتتم المناظرة فِي أَيَّام مَعْدُودَة وَأَن وَقع عَلَيْكُم فِي تِلْكَ الْأَيَّام مشقة لِأَن تحملهَا من محَاسِن أخلاقكم ومحاسن أَخْلَاق القسيسين لَيْسَ بِبَعِيد وَإِن لم يكن التماسي هَذَا مَقْبُولًا عنْدكُمْ لعذر مَا فتصوروا أَن كتابي هَذَا كتاب أخير
1 / 53