هذا ميت عزيز على أهله، ولهم الحق في أن يبكوه، والبكاء على رأس الميت حلو - كما يقولون - فكيف أضاعوا هذه الفرصة علينا؟
ليس فقيدنا كبعض المهاجرين الذين يموتون في ديار الغربة، ويكتم موتهم عن ذويهم برهة، إنه أكبر من ذلك، ونحن لا يروعنا الموت بقدر ما يهمنا القيام بالواجب.
مات المجمع اللبناني في العاشر من أيار سنة 1952م، وكتمت وفاته ثلاث سنوات وعشرة أيام، لم تعلن إلا بعد أربع ساعات مرت على وفاة الجبار المتمرد بالحق البطرك أنطون.
أما الدفن فكان في الثامن والعشرين من أيار، حين عين الكرسي الرسولي بطريركا للطائفة المارونية، وهكذا أتبعوا الحبل بالدلو.
أعاضنا الله بطول بقاء الموارنة.
استشهدوا بالمئات وصبغوا أرض لبنان بدمائهم من أجل العقيدة البطرسية. حافظوا على لونهم الجبلي المحلي خمسة عشر قرنا أو أكثر. وها هو ذاك الصباغ الأرجواني ينصل اليوم بجرة قلم؛ لأن المجمع الشرقي في رومية هكذا شاء.
نرجو أن يبلغ مسامع قداسة الحبر الأعظم ما نقول، وأن يترجم له ما نكتب :
ومن أخذ البلاد بغير حرب
يهون عليه تسليم البلاد
فإذا سلم غيرنا من الطوائف بأن يندمج اندماجا كليا بالإكليروس اللاتيني، فنحن يصعب علينا ذلك، أولئك لم يتركوا مثلنا مئات الشهداء في ساحة الدفاع عن إيمان بطرس وكنيسته الرومانية.
ناپیژندل شوی مخ