لا تسلني عن حال بطركيتي في عين كفاع. أنا خائف وقلبي يدق، خائف أن «يعين» بطرك غيري، وهناك المصيبة. أما اتصالها بلبنان فسيأتي دورها بعد أن يتصل لبنان بالإسكيمو. أما إذا بقي عاصمة أوروبية أو أمريكية أو قطب جنوبي وشمالي لم نتصل بها، فلا أمل لنا ولا رجاء ... في أيام عزنا ما غنينا يا ليل ... فلولا همة الشباب الذين يسبقون الطير لما أدركني الطبيب في الصيف الفائت، وأفلت من يد عزرائيل.
23 / 3 / 1956م
إلى الأستاذ قلعجي مع تحياتي الحارة
ما هي النصيحة التي تقدمونها إلى أديب ناشئ؟ •
هي أن ينشئ أولا ويقرأ كثيرا. والمضحك المبكي اليوم هو أنه لا يشب طالب عن الطوق؛ أي يحمل شهادة عالية، دكتوراه في الآداب مثلا، حتى يتطاول إلى نقد المتنبي والجاحظ، فيخربش ما استطاع. إنه في حاجة إلى الإنشاء الرفيع أولا، ثم فليتوجه بالسلامة إلى أي إقليم شاء من أقاليم الأدب؛ كالقصة وغيرها. أما رأس المال ففي المطالعة.
ما هو الكتاب الخاص الذي كان له أثر خاص في اتجاهكم الأدبي؟ •
لطبيعتي أولا، ولمطالعاتي ثانيا، وبعد مكتبتي الخاصة التي فيها 6000 مجلد، فأنا مديون لكل من كتب حرفا، كما أنني غير مديون لأحد، وذلك عائد إلى جهلي ذلك، أنا لا أعف عن شيء مما تأكله الأوادم، فهل لي أن أعترف بفضل التغذية لأكل دون غيره؟ وكما نحب ألوانا من الطعام ونؤثرها؛ كذلك نؤثر مطالعة أدباء وشعراء بعينهم.
ما رأيكم في الشعر العربي الجديد المعروف بالشعر الحر؟ •
الشعر الحر تجربة قديمة، وما السجع إلا شعر حر وإن لم يسموه إلا سجعا، وقد ظل على عرش الأدب أكثر من سلطان بني عثمان، وأخيرا حمله إلينا فيلسوفنا الريحاني، فقبل أن تسألوني رأيي أمهلوا قليلا؛ فأنتم في ربيع العمر، ومتى لمستم بقاء هذا الشعر فابعثوا إلي برسالة إلى دنيا العالم العتيد. إن كل ما يتواضع على استحسانه الجمهور يكون حسنا، فعسى ألا يذهب جهد الشباب باطلا، ولا يصح فيهم المثل: ذهبت النعامة تطلب قرنين فعادت بلا أذنين.
هل تنصحون بإدخال أساليب جديدة على الطرق المتبعة في تدريس الأدب العربي؟ •
ناپیژندل شوی مخ