قوم من بني أمية فقالوا: انه ليتبختر في مشيه [١] تبختر رجل ما يشك أنه مغفور له ولعل ما ينفعه قرابته عن رسول الله ﷺ، فأتى [٢] النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! ما يزال الرجل من قريش يسمعني ما أكره- وأخبره بالكلام، فقال رسول الله ﷺ: أيرجو شفاعتي من أسلم من الترك والديلم ولا يرجوها عمي، أما علموا أنه من آذاك فقد آذاني ومن آذاني عذّبه الله عذابا شديدا، ثم قال: إنا لم نزل يا عم نحن وهذا الحي من عبد شمس يجمعنا نسب واحد حتى فرق بيننا وبينهم عبد المطلب فكنا أمحضهم أنسابا وأعظمهم أخطارا» . وذكر الكلبي أنه لما دفن عبد الله بن العباس سمعوا قائلا يقرأ: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ٨٩: ٢٧ [٣] الآية إلى آخر السورة. الكلبي [٤] قال حدثني عوانة عمن أخبره أن علي بن أبي طالب ﵇ سئل عن بني هاشم وبني أمية فقال: بنو هاشم أصبح وأفصح وأسمح، وبنو أمية أمكر وأفجر. أبو العباس الحميري عن أسباط بن محمد عن هشام بن سعد المديني عن عبد الله بن العباس فيه ماء [٥] كان للعباس ميزاب على طريق عمر بن الخطاب فلبس عمر ثيابه يوم جمعة وقد كان ذبح للعباس فرخان فلما وافى عمر الميزاب [٥] صب فيه ماء فأصاب ثوب عمر [٥]، فأمر بقلع الميزاب فأتاه العباس فقال له: أقلعت ميزابي ولم يكن جديرا بذلك؟
فو الله إنه للموضع الذي وضعه رسول الله فيه! فقال عمر للعباس: عزمت عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه موضعه! ففعل ذلك العباس.
حديث الإيلاف
حدثنا أبو بكر الحلواني قال حدثنا أبو سعيد [٦] السكّري قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن حبيب عن ابن الكلبي قال: كان من حديث الإيلاف أن قريشا
_________
[١] في الأصل: رزيه، ولعل الصواب ما أثبتناه.
[٢] في الأصل: فأتا.
[٣] سورة ٨٩ آية ٢٧.
[٤] يعني محمد بن السائب الكلبي المتوفى سنة ١٤٦ هـ.
[٥] في طبقات ابن سعد ٤/ ١٢: صب فيه ماء فيه من دم الفرخين فأصاب عمر.
[٦] اسمه الحسن بن الحسين كان من تلامذة ابن حبيب، كثير الأخذ والرواية عنه، وكان ثقة
1 / 41