فيا بعل سلمى كم تطيل أذاتها ... عدمتك من بعل تطيل أذاتي
بنفسي حبيب حال بابك دونه ... تقطع نفسي دونه حسرات
وو الله لولا أن نسيا كرعته ... فما لست بالمأمون من فتكاتي
البو: أن يخاف انقطاع لبن الناقة إذا مات سقيها فيؤخذ جلد حوارها فيحشى تبنًا ويلطخ بشيء من سلاها فتعطف عليه بعد أن يعم أنفها بالعمامة حتى تكرب، ثم تسل الخرقة فتجد روحًا، وترى ذلك البو تحتها فترأمه، أي تشمه فيدر لبنها.
وقال الزبير: كان معد بن حواس التغلبي وامرأته نصرانيين فأسلمت امرأته في ولاية عمر بن الخطاب، وفرت منه إلى عمر، فخرج معد يطلبها فنزل على الزبير فاستجار به، وشكا إليه امرأته، فقال له الزبير: هل انقضت عدتها؟. قال: لا. قال: فاسلم، وأتى به عمر ﵁ فردها عليه، فقال:
إن الزبير بن عوام تداركني ... بعد الإله وقد حاطتني الظلم
أهلي فداؤك ما جودا بحجرته ... إذ ساع طلمي وإذ زلت بي القدم
إذ لا يقوم بها إلا فتى أنف ... عاري الأشاجع في عرنينه شمم
وقال: كان أبو خلدة اليشكري بطلا فارسًا، وكان مع عبد الرحمن بن محمد ابن الأشعث، فاشتاق إلى البصرة فأتاها، فأقام بها شهرًا، فرأى في بني عجل بالبصرة حليمة بنت
الحسن، فأعجبته، فخطبها إلى أبيها، فعرفها فقيل لها إنه صعلوك مغتر فإياك وإياه. فقالت: هذا زوج لغرض معين لا آمن أن أقيم معه، وهو مع ابن الأشعث بعد يغدو إلى حرب ويروح منها فقال:
لما خطبت إلى حليمة نفسها ... قالت حليمة لا أرى لك مالا
أودى بمالي يا حلي تكرمي ... وتورعي وتحملي الأثقالا
إني وعيشك لو رأيت مقامنا ... في الصف حين نقارع الأبطال
يومًا لسرك أن تكوني خادمي ... عندي إذا كره الكماة نزالا