ملحق آغاني

ابن منظور d. 711 AH
254

ملحق آغاني

ملحق الأغاني (أخبار أبي نواس)

پوهندوی

علي مهنا وسمير جابر

خپرندوی

دار الفكر للطباعة والنشر

د خپرونکي ځای

لبنان

غاب أبو نواس عنا وعن إخوانه غيبة طويلة فلم يعرف له خبر وسئل عن أمره فلم يعلم له أثر حتى مضت له سنة فظنوا أنه قتل وبلغ ذلك الرشيد فقال والله إن صح انه قتل لأقتلن قاتله ولو كان محمدا انظروا كل من كان هجاه من الناس فاكتبوا اسمه وارفعوه إلي فارتجت لذلك بغداد فلما كان على رأس الحول إذا نحن به وافى فقلنا له يا أبا علي غبت هذه الغيبة عنا فغممتنا وظننا بك الظنون قال كنت في بيتى فقلنا له ألم تسمع بغمنا لك وقول الرشيد فيك فلم يبق أحد من إخوانه إلا عذله وقالوا إن في هذا تعريضا لنفسك للآفات فأنشأ يقول

( إني لفي شغل عن العالمين

بالروح والريحان والياسمين )

( معي غلام حسن وجهه

قلبي بما ألقاه منه رهين )

( أقول إذ صرت على ظهره

كقول قوم رحلوا ظاعنين )

( سبحان من سخر هذا لنا

منه وما كنا له مقرنين )

( أستغفر الله لما قد بدا

منا وإن كنا له عاشقين )

( فهو مغن وهو ساق معا

وهو خدين بأبي من خدين )

( من جنة الفردوس من حله

وفيه للفردوس عيش مكين )

( تفديه نفسي عيش نفسي به

ففيه ما عمرت دنيا ودين )

فلما أنشدنا قال بحياتي من يساعدني منكم حتى أريه أين كنت ووجه الذي كنت معه فيعذرني أو يحسدني فغذا علينا فمضى بنا فلما صار إلى موضعه أرانا غلاما لم نز أحسن منه ثم قال بحياتي خذ طنبورك فإذا أحسن الناس غناء بها ثم قال أتلومونني أن أنقطع عن أهل الدنيا وأعتكف على هذا الوجه وقد جمع فيه كل معنى

مخ ۲۶۳