ملحق آغاني
ملحق الأغاني (أخبار أبي نواس)
پوهندوی
علي مهنا وسمير جابر
خپرندوی
دار الفكر للطباعة والنشر
د خپرونکي ځای
لبنان
سمعت من محاضرات بعض الادباء قال دخل أبو بكر الخالدي على الخليفة فأنشده قصيدة امتدحه بها فراقته وأعجبته وبش لها وارتاح إليها فلما فرغ من إنشادها خلع عليه وأجازه وقلده بالاجازة وكان بين يديه صحن من بشم أزرق بديع المنظر فلمح أبا بكر الخالدي وهو يرمقه بطرفه في خلال إنشاده له بعد جائزته قد رأيتك ترمق هذا الصحن وتلمحه نظر مستحسن له خذه مع جائزتك واضممه إلى ذخائرك فأخذه وخرج يخب في خلعه ويخطر في جائزته والصحن في يده فرآه أبو الفتح بن خالويه وهو في غاية الفرح والابتهاج والسرور فسلم عليه وهنأه ومضى إلى منزله فلما اصبح جاء إلى الخدمة فدخل عليه وقبل الأرض بين يديه ودعا له فقال له الخليفة كيف كان مبيتك فقال بأعظم خير يا أمير المؤمنين أتقلب في نعمك جمعت أهلي وفرقت عليهم من صدقاتك وأنعمت عليهم من نعمك وبتنا كلنا ندعو بدوام مملكتك فقال ما سؤالي عن شيء مما أجبتني به وإنما سالتك عن الصحن البشم فإني أعلم أنه عندك أحلى من الجائزة وأحسن من الخلع فقال أي والله يا أمير المؤمنين لقد بت أتنعم به أتفنن في رؤيته وأتملى بحسنه وقد أضفته إلى سالف بر مولانا ورفده وكل خير عندنا من عنده فتنمر له أمير المؤمنين واستشاط فزبره وقال ذاك أبوك يا عاض بظر أمه وانتهره فخرج من عنده يجر رجليه وهو في غاية الخوف والانقباض والوجل فصادف أبا الفتح ابن خالويه وهو على تلك الصورة فقال له ما لك يا أبا بكر ما دهمك شتان بين خروجك اليوم من بين يدي أمير المؤمنين وبين خروجك بالأمس ما الذي فعلت فقال والله لم أفعل شيئا وإنما أمير المؤمنين انتهرني وسبني وزبرني وأمصني فخرجت من بين يديه على هذه الصورة فقال ويلك ما فعلت قال والله لم افعل شيئا قال فما قال لك أمير المؤمنين من السب قال قال لي ذاك ابوك يا عاض بظر أمه قال فأنت تقول إنك لم تقل شيئا وهذا القول من أمير المؤمنين إنما هو جواب عن شيء قلته خرجت فيه عن الأدب فأعد علي ما دار بينكما فأعاد عليه الصورة إلى أن قال له وكل خير عندنا من عنده فصاح أبو الفتح وقال أو قلتها ويلك لأمير المؤمنين فقال إي والله فقال ويلك أين ذهب عقلك أتجعل أمير المؤمنين كلبا فقال له والله أنت أشد علي من أمير المؤمنين كيف الخبر عرفني الصورة فقال أو ما سمعت قول أبي نواس في طردياته يصف الكلب
( أنعت كلبا أهله في كده
سعدت جدودهم بجده )
( وكل خير عندهم من عنده )
فكاد أن يغمى على أبي بكر الخالدي من ذلك وقال له سألتك بالله قد عرفتني الداء فعرفني الدواء ومرني بما اعتمده فقال أرى لك أن تنقطع في بيتك وتشيع أنك محموم فإذا عادك أصحابك وشاع ذلك عنك وسمع أمير المؤمنين به تمضي إليه فإنه سيسألك عن سبب انقطاعك فقل له حمى فإذا قال لك ما سببها فقل له طالعت طرديات أبي نواس فإن هذا هو دواء دائك فانصرف أبو بكر الخالدي إلى منزله انقطع وأظهر أنه أصابته حمى فعاده أصحابه وزاره إخوانه وشاعت حماه واتصل ذلك بأمير المؤمنين ثم إنه أظهر أنه عوفي وخرج وجاء إلى أمير المؤمنين فدخل عليه فسلم فقال ما سبب انقطاعك عني يا أبا بكر قال حمى يا أمير المؤمنين أصابتني حماك الله وكفاك قال وما سببها فقال يا أمير المؤمنين طالعت طرديات أبى نواس فقال له إخالك لم تكن طالعتها قبل ذلك فقال لا والله يا أمير المؤمنين فضحك منه حتى استلقى وامره بالجلوس
قال عبدون الحراني
مخ ۲۵۶