كنت عند أبي جعفر بن محمد بن حبيب فجرى ذكر الشعراء فذكر الناس شعراء الجاهلية امرأ القيس وطرفة والأعشى فجعلوا يقدمونهم وذكروا شعراء الإسلام فقدموا جريرا والفرزدق وأنا ساكت فقال لي يا أبا الحسن لم لا تتكلم فقلت أذكر لكم رجلا أشعر من هؤلاء فقالوا من هو فقلت أبو نواس فقال أولئك جاؤوا إلى المعادن فاقتلعوها فقلت له فأي أشعر من جاء إلى المعادن فاقتلعها بتبرها وترابها وغثها أو من خلص التبر من التراب هذا الفرزدق قيل له أيما أحب إليك تتقدم الجود أو يتقدمك فقال لا أتقدمه ولا يتقدمني ولكن اكون أنا وهو معا وهذا أبو نواس يقول

وإلا فأنشدوني مثل قوله

من شعره في دوران الفلك

قال نوبخت

سمع أبو نواس يوما من المنجمين يقولون كان لدوران الفلك ابتداء كان قبله ساكنا والهند يقولون إن الله عز وجل لما خلق النجوم خلقها مجتمعة واقفة في مكان واحد ثم فرقها وأدارها فقال أبو نواس قصيدته التي أولها

أعطتك ريحانها أي لما شربتها تحول طيبها إليك

منها

مخ ۲۲۲