[فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ ﷺ في العقيقة]
فَصْلٌ
فِي هَدْيِهِ ﷺ في العقيقة في " الموطأ " أنه سئل عنها، فَقَالَ: «لَا أُحِبُّ الْعُقُوقَ»، كَأَنَّهُ كَرِهَ الِاسْمَ، وصح عنه من حديث عائشة: «عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة»، «كُلُّ غُلَامٍ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ، تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السابع، ويحلق رأسه ويسمى» (١) . والرهن في اللغة: الحبس، قيل: محبوسا عن الشفاعة لأبويه، والظاهر أنه مرتهن في نفسه محبوس من خير يراد به، ولا يلزم منه أن يعاقب في الآخرة. وَقَدْ يَفُوتُ الْوَلَدَ خَيْرٌ بِسَبَبِ تَفْرِيطِ الْأَبَوَيْنِ، كترك التسمية عند الجماع، وذكر أبو داود فِي " الْمَرَاسِيلِ " عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ في عقيقة الحسن والحسين «أن يبعثوا إِلَى بَيْتِ الْقَابِلَةِ بِرِجْلٍ، وَكُلُوا وَأَطْعِمُوا، وَلَا تكسروا منها عظما» . قال الميموني: تذاكرنا لكم يسمى الصبي؟ فقال أبو عبد الله: يُرْوَى عَنْ أنس أَنَّهُ يسمى لثلاثة، وأما سمرة فقال: يسمى اليوم السابع.
[فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ ﷺ في الأسماء والكنى]
فَصْلٌ
فِي هَدْيِهِ ﷺ فِي الْأَسْمَاءِ وَالْكُنَى ثَبَتَ عَنْهُ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ أَخْنَعَ اسْمٍ عند الله ﷿ رجل تسمى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله» (٢) . وثبت عنه: «إن أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ، وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ» . وَثَبَتَ عَنْهُ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «لَا تُسَمِّيَنَّ غُلَامَكَ يَسَارًا، وَلَا رَبَاحًا، ولا نجيحا، ولا أفلح، فإنك تقول: أثم هو؟ فلا يكون، فيقول: لَا» . وَثَبَتَ عَنْهُ أَنَّهُ غَيَّرَ اسْمَ عَاصِيَةَ، وَقَالَ أَنْتِ جَمِيلَةٌ، وَكَانَ اسْمُ جويرية: بَرَّةً، فغيره بِاسْمِ جويرية، وَقَالَتْ زينب بنت أم سلمة: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أن يسمى بهذا الاسم، وَقَالَ: «لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمُ، اللَّهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ البر منكم»، وَغَيَّرَ اسْمَ أَبِي الْحَكَمِ بِأَبِي شُرَيْحٍ، وَغَيَّرَ اسم أصرم بزرعة، وغير اسم
_________
(١) أبو داود والنسائي، وصححه غير واحد.
(٢) متفق عليه، قال سفيان بن عيينة: ملك الأملاك مثل شاهنشاه.
1 / 68