يقال تجاوزوا يا قوم عنه ... فهذا من حديث الرافضية
برئت إلى المهيمن من أناس ... يرون الرفض حب الفاطمية (١)
وقوله:
يا راكبا قف بالمحصب من منى ... واهتف بساكن خيفها والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى ... فيضا كما علم الفرات الفائض
إن كان رفضا حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أني رافضي (٢)
وقوله:
إلام أُلام وحتى متى ... أعاتب في حب هذا الفتى
فهل زوجت غيرَه فاطم ... وفي غيره هل أتى «هل أتى» (٣)
إلى غير ذلك مما هو مذكور في كتب الشيعة، صحت نسبته إليه أم لا. وهذا أبو حنيفة - رضي الله تعالى عنه - وهو هو بين أهل السنة كان يفتخر ويقول بأفصح لسان: لولا السنتان لهلك النعمان، يريد السنتين اللتين صحب فيهما لأخذ العلم الإمام جعفر الصادق - رضي الله تعالى عنه -. وقد قال غير واحد أنه أخذ العلم والطريقة من هذا ومن أبيه الإمام محمد الباقر ومن عمه زيد بن علي بن الحسين - رضي الله تعالى عنهم -. وللأعمش وهو أحد مجتهدي أهل السنة سفر كبير في مناقب الأمير كرم الله وجهه. ويكفي في هذا الباب أن معظم طرائق أهل السنة موصولة بأهل البيت، ولا يكاد ينكر هذا الأمر إلا من ينكر الفرق بين الحي والميت. ومن الشبه من يزعم أنه لا يعد محبا لعلي وسائر أهل البيت ﵃ من أحب الشيخين وأضرابهما من الصحابة الذين لم يبايعوا الأمير كرم الله تعالى وجهه يوم وفاته ﵊ حيث يزعمون أنهم أعداء الأمير، وينشدون في ذاك قول من قال:
إذا صافى صديقك من تعادي ... فقد عاداك وانقطع الكلام
_________
(١) ديوان الشافعي: ص١٢٦
(٢) ديوان الشافعي: ص ٨٩.
(٣) ليسا في ديوان الشافعي.
1 / 8