خلافة الإمام أفلح بن عبد الوهاب بويع بالخلافة بعد موت والده المرحوم وسار في العدل والإحسان سيرته وعني ببسط الأمن في البلاد واهتم بترقيتها وسعادتها الاهتمام كله فتقدمت تقدما سريعا وفي عهده وصلت الدولة إلى أوج عظمتها وبلغت في السؤدد منتهى العز والترف . فقد ابتنى الأغنياء القصور الضخمة واتخذوا الضياع الواسعة واستكثروا من العبد والحشم واتسع نطاق التجارة اتساعا عظيما إلى حد أن بعض التجار كان يملك سوقا قائمة بنفسها وعلى عهده كثر المسافرون إلى السودا عن طريق الصحراء للاتجار واستجلاب التبر وضربه دراهم ودنانير للتعامل واتخاذه حليا . وبقي سلطان هذا الإمام ممتدا إلى حيث الحدود التي وصلته المملكة على عهد والده ولم يخالفه بتيهرت أحد في أمر ونهي بسبب ما مهد له والده وبما أقامه هو من عدل ورأفة واجتهاد في كل ما يعود على الأمة بالسعادة والرفاهية مع ما اتصف به من أخلاق عالية وعلم واسع وصدر رحب ومحافظة على الدين والحكم بالكتاب والسنة والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى غير ذلك من الشعائر الإسلامية الواجب صيانتها . وقد استمر بالجبل خلاف ابن السمح إلى عهده ، وقد تقدم أنه قضى عليه نهائيا عامله العباس بن أيوب رحمه الله .
مخ ۴۳