سبب خلاف ابن فندين و موافقة شعيب السبب الوحيد الرئيسي لفتنته وخلافه هو حب الرئاسة و التوظيف في مناصب الدولة ، إلا أنه في الظاهر جعل وسيلة أخرى لإثارة الفتنة والتلبيس على من اتبعه وهي المطالبة بإقامة هيئة استشارية لا يصدر الإمام في أمر من الأمور إلا عن رأيها ثم تدرج واستدرج من وافقه إلى إنكار إمامة الإمام عبد الوهاب من أصلها بدعوى أن في المسلمين من هو أعلم منه فاستصوب رأيه من استصوب وسفهه الأكثرون وأدى ذلك إلى استفتاء الفريقين أحد الإمامين الربيع بن حبيب أو أبي عبيدة مسلم ومن بالمشرق من أكابر الأباضية وفقهائهم ومنهم شعيب المصري فجاء الرد بموافقة ما عليه الجمهور من تصويب الإمام وتخطئة ابن فندين وشيعته ، إلا شعيبا فإنه بعد أن وافق الجمهور في صحة الإمام ووجوب طاعته عاد في رأيه ونكص على عقبيه وحدثته أفكاره باغتنام فرصة الافتراق لترشيح نفسه إلى مقام الإمامة بتيهرت فرحل إليها مسرعا بالرغم من نهي رجالات مصر الأباضيين ، وطوى تلك المسافات الشاسعة على ما قيل في عشرين مرحلة مواصلا الليل بالنهار فاجتمع بالإمام ثم بابن فندين وأيده فيما تمسك به وصار تابعا له غير متبوع ، وأخيرا قضى الإمام على الفتنة وعاد شعيب إلى وطنه يحمل من إثم الفتنة ووزر الطعن في الإمام العادل . وابن فندين هذا هو رأس الفرقة النكارية من الأباضية ويسمون مستاوة وقد سموا بالنكار لأنهم أنكروا إمامة الإمام عبد الوهاب وأكبر فقهائهم عبد الله بن يزيد ، وأما الذين أيدوا عبد الوهاب وصوبوا إمامته فسموا وهبية ( الصواب أن يسموا وهابية ) وهم جمهور أباضية المغرب .
مخ ۴۰