إمامة أبي حاتم يعقوب بن حبيب في سنة 154 ه (0 77 م ) بايعت الأباضية الإمام أبا حاتم يعقوب فشمر عن ساعد الجد وبادر إلى قمع المفسدين وإخضاع الفوضويين من البربر وساس الأمة بالعدل والإحسان وملك طرابلس في أقرب من لمح البصر ولبث فيها أشهرا ثم توجه إلى القيروان فملكها بعد جهاد طويل وأخرج منها ابن الأشعث واستعمل عليها عبد العزيز بن السمح ومنها سار إلى الحدود الشرقية لمواجهة الجيوش العباسية ورد حملاتهم فكانت بين الفريقين حروب حامية الوطيس شديدة الوقع وبعد مد وجزر وكر وفر دارت الدائرة على أبي حاتم فاعتصم بجبال نفوسة مفلول الجيش وقبل أن يستجمع قواه ويسترد نشاطه عاجله العباسيون فالتحم معهم بقليل من بقايا جيشه قريبا من ظاهر قلعة وككلة فهزموه وقتل فيمن قتلوه ودفن بالموضع الذي لا زال معروفا وأقيمت على قبره روضة والناس إلى اليوم يتبركون بزيارة ضريحه عليه رحمة الله . وكان ذلك سنة 155 ه ( 771 م ) على ما قيل ، فتكون مدة إمامته سنة واحدة فقط ، والظاهر أن الواقع غير هذا بل الصحيح لا بد وأن تكون مدته أكثر من السنة والسنتين بكثير جدا لأن التاريخ يحدثنا أنه بقي محاصرا لمدينة القيروان وحدها نحوا من سنة أو سنتين فكيف يتصور هذا مع أن المؤرخين فضلا عن ذلك ذكروا له وقائع عديدة شرقا وغربا وشمالا كان له النصر فيها حليفا وذكروا أن عساكره كانت تعد بمئات الألوف من المشاة وعشرات الألوف من الفرسان . ولا يخفى أن حشد مثل هذه الجحافل وتحويلها ونقل معداتها من مكان إلى مكان بعيد عنه بمراحل وأسابيع ليس بالأمر السهل الهين في ذلك الوقت المفقودة فيه وسائط النقل السريعة فليتأمل .
مخ ۳۵