تونس في 25 رجب 1364 سماحة الأستاذ الأكمل مصدر الكمالات والفضائل ، أبو الربيع سليمان الباروني أبقاه الله وأمتعنا بعلمه وفضله . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد فقد دلنا عليك حسن الثناء ، وعظيم الأمل والرجاء . أما الثناء عليك فمن ألسنة الخلق ، وألسنة الخلق أقلام الباري . وأما الرجاء فيك والأمل المعلق عليك فهما نتيجة ما تجلى في كتابك القيم " مختصر تاريخ الأباضية " من آراء سامية في إصلاح المجتمع الإسلامي ، والقضاء على أسباب تفككه وتحوله عن المنهج القويم . فآراء كالتي شرحتها وآمال كالتي ترمي إلى الوصول إليها تجعلنا نمد إليك من هنا يد الأخوة ، ونطالبك بالنصيحة الخالصة ، ونؤمل منك التعاون معنا على التقوى والبر بجماعة المسلمين وما فيه خير الجميع والسلام عليكم ورحمة الله.
من الفقير إلى الله الغني الأكرم : محيي الدين القليبي
هذا ما دبجه يراع ذي التصانيف العديدة في السياسة والاجتماع السيد محيي الدين القليبي ، الذي يعترف له كل من عرفه بالنزاهة والترفع عن الدنايا والإخلاص العميق لوطنه تونس وللعالم الإسلامي الذي مات غريبا في سبيل خدمته ، والذي ارتفع ذكره فيه ارتفاعا لا يقل عن زملائه في العمل ، كالأمير العظيم عبد الكريم الخطابي ، وأصحاب السماحة والشهامة الحسيني والإبراهيمي ، والمرحومين الثعالبي والباروني والسنوسي . فو الله الذي يعلم السر والجهر أن رسالة القليبي لتعبير أصدق تعبير عما يكنه ضميري من الخير والسعي إلى ما فيه صلاح المسلمين ، والحث على كل فضيلة ترفعهم إلى أعلى عليين . ولكن :
وصدق من قال :
مخ ۱۲