137

مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر

مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر

پوهندوی

روحية النحاس، رياض عبد الحميد مراد، محمد مطيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٢ هـ - ١٩٨٤م

إلى تبوك وبينها للمسلمين ووافق ذلك عندي بعيرين، فرأيت أني قوي على الخروج، فتجهز رسول الله ﷺ والمسلمون، وأغدو أنا لأتجهز، فوا لله لكأنما أربط فأرجع وما قطعت شعرة وعندي بعيران، وأنا أرى أني قوي على الخروج إذا أردت. فخرج رسول الله ﷺ والمسلمون، ثم ذهبت أنظر، فإذا ما أرى رجلًا تخلف إلا رجلًا مغموصًا عليه في دينه، غير أني قد رأيت رجلين من الأنصار صحيحين كدت أسكن إليهما: هلال بن أمية الواقفي ومرارة العمري، حتى إذا أيست من الخروج قلت: أعتذر إلى رسول الله ﷺ إذا رجع. قال ابن إسحاق: ثم خرج رسول الله ﷺ يوم الخميس، واستخلف على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري. فلما خرج رسول الله ﷺ ضرب عسكره على ثنية الوداع، ومعه زيادة على ثلاثين ألفًا من الناس، وضرب عبد الله بن أبي عدو الله على ذي حدة عسكرًا أسفل منه نحوًا من كذا وكذا، وما كان فيما يزعمون بأقل العسكرين. فلما سار رسول الله ﷺ تخلف عنه عبد الله بن أبي فيمن تخلف من المنافقين وأهل الريب، وخلف رسول الله ﷺ علي بن أبي طالب ﵇ على أهله وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون وقالوا: ما خلفه إلا استثقالًا له وتخففًا منه، فلما قال ذلك المنافقون أخذ علي بن أبي طالب ﵁ سلاحه ثم خرج حتى أتى رسول الله ﷺ وهو نازل بالجرف، فقال: يا رسول الله، زعم المنافقون أنك إنما خلفتني تستثقلني وتخفف مني. فقال رسول الله ﷺ: كذبوا، ولكني خلفتك لما تركت ورائي، فارجع فأخلفني في أهلي وأهلك، ألا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي، فرجع إلى المدينة، ومضى رسول الله ﷺ لسفره. وعن كعب بن مالك قال: لم أتخلف عن رسول الله ﷺ في عزوة غزاها، حتى كانت غزوة تبوك إلا بدرًا ولم يعاتب النبي ﷺ أحدًا تخلف عن بدر، إنما خرج يريد العير فخرجت قريش مغوثين لعيرهم، فالتقوا عن غير موعد كما قال الله ﷿. ولعمري إن أشرف مشاهد

1 / 161