مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر
مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر
پوهندوی
روحية النحاس، رياض عبد الحميد مراد، محمد مطيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٠٢ هـ - ١٩٨٤م
ژانرونه
ژوندليکونه او طبقات
وعمر وناس من المهاجرين، فيهم عبد الرحمن، وإذا رسول الله ﷺ قد كان أمره أن يسير من الليل إلى دومة الجندل، فيدعوهم إلى الإسلام، فقال رسول الله ﷺ لعبد الرحمن: ما خلفك عن أصحابك؟ قال ابن عمر: وقد مضى أصحابه في السفر، فهم معسكرون بالجرف، وكانوا سبع مئة رجل فقال: أحببت يا رسول الله أن يكون آخر عهدي بك وعلي ثياب سفري. قال: وعلى عبد الرحمن بن عوف عمامة قد لفها على رأسه. قال ابن عمر: فدعاه النبي ﷺ فأقعده بين يديه فنفض عمامته بيده ثم عممه بعمامة سوداء، فأرخى بين كتفيه منها ثم قال: هكذا فاعتم يا بن عوف، قال: وعلى ابن عوف السيف متوشحة، ثم قال رسول الله ﷺ: " اغز بسم الله وفي سبيل الله فقاتل من كفر بالله، لا تغل ولا تغدر ولا تقتل وليدًا ". قال ابن عمر: ثم بسط يده فقال: أيها الناس، اتقوا خمسًا قبل أن يحل بكم، ما نقص مكيال قوم إلا أخذهم الله بالسنين، ونقص من الثمرات لعلهم يرجعون، وما نكث قوم عهدهم إلا سلط الله عليهم عدوهم، وما منع قوم الزكاة إلا أمسك الله عنهم، قطر السماء. ولولا البهائم لم يسقوا، وما ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلط عليهم الطاعون، وما حكم قوم بغير آي القرآن إلا ألبسهم الله شيعًا، وأذاق بعضهم بأس بعض.
قال: فخرج عبد الرحمن حتى لحق أصحابه، فسار حتى قدم دومة الجندل، فلما حل بها دعاهم إلى الإسلام، فمكث بها ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام، وقد كانوا أبوا أول ما قدم يعطونه إلا السيف، فلما كان اليوم الثالث أسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي وكان نصرانيًا وكان رأسهم، فكتب عبد الرحمن إلى النبي ﷺ يخبره بذلك، وبعث رجلًا من جهينة يقال له: رافع بن مكيث، وكتب يخبر النبي ﷺ أنه قد أراد أن يتزوج فيهم فكتب إليه النبي ﷺ أن تزوج ابنة الأصبغ تماضر، فتزوجها عبد الرحمن وبنى بها ثم أقبل بها. وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.
وأما سرية ذات أطلاح فروي عن الزهري قال: بعث رسول الله ﷺ كعب بن عمير الغفاري في خمسة عشر رجلًا حتى انتهوا إلى ذات أطلاح من أرض الشام، فوجدوا جمعًا من جمعهم كبيرًا، فدعوهم إلى الإسلام فلم يستجيبوا لهم، ورشقوهم بالنبيل. فلما رأى ذلك أصحاب النبي ﷺ قاتلوهم أشد القتال حتى قتلوا فأفلت منهم رجل كان جريحًا في
1 / 151