141

مختصر التبیین لهجا ء التنزیل

مختصر التبيين لهجاء التنزيل

خپرندوی

مجمع الملك فهد

د خپرونکي ځای

المدينة المنورة

ژانرونه

علوم القرآن
ولما نسخ الكتاب المصاحف، أرسل منها عثمان ﵁ مصحفا إلى مكة، ومصحفا إلى الشام، ومصحفا إلى الكوفة، ومصحفا إلى البصرة، وأبقى في المدينة مصحفا عاما وهو الذي ينقل عنه نافع بن أبي نعيم المدني، كما ستلاحظه في رواية المؤلف أبي داود في كتابه التنزيل (١)، واحتبس لنفسه مصحفا، وهو الذي تأمله ونقل منه، ورآه أبو عبيد القاسم بن سلام، وهو الذي يقال له: الإمام، وقيل: يقال لكل منها: إمام. قال ملا علي قاري: «والأظهر أن المراد بالمصحف الإمام جنسه الشامل لما اتخذه لنفسه في المدينة، ولما أرسله إلى مكة والشام والكوفة والبصرة وغيرها» (٢). أقول: وهو الصواب؛ لأن كل واحد منها أصل كتب بين يديه وتحت إشرافه، وأجمع عليه الصحابة ﵃، وأرسل مع كل مصحف قارئا يوقف الناس على هجائه ورسمه بالمشافهة والتلقي والرواية. وكتبوا هذه المصاحف متفاوتة في الحذف، والإثبات، والنقص، والزيادة، والبدل وغير ذلك، لأنهم قصدوا اشتمالها على الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن، وجعلت خالية من النقط والشكل تحقيقا لهذا الغرض.

(١) انظر: مختصر التبيين لهجاء التنزيل. (٢) انظر: المنح الفكرية لملا علي قاري ٦٥، الوسيلة للسخاوي ١٩.

1 / 146