88

المختصر له د نيسابور تاریخ د کتاب سیاق څخه

المختصر من كتاب السياق لتأريخ نيسابور

ژانرونه

~~ومن نظر فيما احتوى عليه غواص خاطره مستخرجا من أصداف فكره من الدرر وابرزه

~~خازن أعلاق ذخره من الغرر التي من وفى بفهم مغزاها وأدرك ما يتضمنه مبناها

~~[و] معناها [ظ] فقد برز وحاز قصب الكمال وأحرز، اعترف لي بما لو حب فيض من

~~فيضه مخافة التطويل مع انه في ذكر مثله محبوب والاكثار مما هو محبوب مطلوب.

وقد تقدم ذكر بعض أسلافه الصدور والغطاريف في مواضع من هذا التصنيف،

~~وسيأتي ذكر الأخلاف في مواضع.

ومن خصائص هذا الصدر حسن اعتقاده في مذهب السنة والجماعة ضما إلى كرم

~~ميلاده والتفاخر فيما بين الامراء من أولاده، وتزيين مجلسه بإلقاء المسائل

~~والغوص على استنباط الفوائد، وتهديه فيما يجري من كل فن إلى استخراج

~~المعاني من مظانها، وتغلغل آرائه في أساليبها، مشحوذة بمسانها حتى كأنه

~~استفرغ جل أوقاته في ذلك الفن. مع أنه غير متفرغ إلى ممارسته في غالب الظن،

~~كل ذلك لما [ظ] جمعه الله من موجب الصفاية [ظ] السابقة، وخصه به من الكفاية

~~اللاحقة، فلا يخلو بابه من الزوار والعفاة ولا جنابه عن الأصناف من الأئمة

~~والقضاة، فينصرفون عنه بالرغائب ملء الحقائب ويملون الأملاء بالأبينة

~~الفايحة والأدعية الصالحة، مضافا إلى رغبة في سماع الحديث وطلبه، وتحصيل

~~كتبه، وحضور مجالسه، واحراز نفايسه.

ولا شك أنه سمع من الأولين من مشايخ الطبقة الثالثة، وأدرك أصحاب أصحاب

~~الأصم مثل ما عهدناه يحضر مجالس المتأخرين، فان ظفرت بشيء من ذلك ألحقته مع

~~لمع من مقطعاته الفايقة، وجوايد أشعاره الرايقة.

ولقد طالعت ديوان شعره الذي يبلغ مجلدات [26 ب] فما أمكنني انتخاب بعض

~~منه لحسن كله، إذ لا يمكن اختيار الأحسن مما كله حسن، ووجدت فيه من القصائد

~~الطوال ما يبلغ كل واحدة المئة، فما فوقها من الأبيات في المعارضات

~~والتشبيهات.

فمما قرأت بخطه أنه قال: رأيت بعض الناس في المنام أني أرى الشعراء، فسأل

~~بعض بعضا عن أمدح ما قالوه وأنسب ما قالوه وأنا أريد أن اسألك عن أمدح ما

~~قلت؟ فقلت له: أما أنا فلست بمادح، ولكني أذكر أبياتا ثلاثة أراها أمدح ما

~~قلت. وذكرت هذه الأبيات:

ما إن يجود بشح نفسه أبدا

والشح بالشح أقصى غاية الكرم

مخ ۹۹