223

لنډه زوی پیغمبر

مختصر سيرة الرسول - مطابع الرياض

خپرندوی

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

سيرت
[غزوة تبوك]
فصل
في غزوة تبوك قال ابن إسحاق: كانت في زمان عسرة من الناس، وجدب من البلاد، حين طابت الثمار، فالناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم. وكان ﷺ قلما يخرج في غزوة إلا ورى بغيرها، إلا ما كان منها، فإنه جلاها للناس لبعد الشقة، وشدة الزمان.
فقال ذات يوم - وهو في جهازه - للجد بن قيس «هل لك في جلاد بني الأصفر؟ " فقال: يا رسول الله، أوتأذن لي ولا تفتني؛ فقد عرف قومي أنه ما من رجل أشد عجبا بالنساء مني، وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر، ألا أصبر، فقال: " قد أذنت لك» ففيه نزلت: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي﴾ [التوبة: ٤٩] الآية (١) .
وقال قوم من المنافقين، بعضهم لبعض: لا تنفروا في الحر، فنزل: ﴿وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا﴾ [التوبة: ٨١] الآية (٢) .
ثم إن رسول الله ﷺ حض أهل الغنى على النفقة. فحمل رجال من أهل الغنى واحتسبوا. وأنفق عثمان ثلاثمائة بعير بأحلاسها، وأقتابها وعدتها، وألف دينار عينا.
وجاء البكاءون - وهم سبعة - يستحملون رسول الله ﷺ. فقال: «لا

(١) آية ٤٩ من سورة التوبة.
(٢) من الآية ٨١ من سورة التوبة.

1 / 227