مختصر صفت صفوه
مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى
ژانرونه
قال ابن عون: لو أن رجلا انقطع إلى هؤلاء الملوك في الدنيا لانتفع فكيف بمن ينقطع إلى من له السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى? أبو مالك بشر بن الحسن قال: نازع ابن عون رجل فقال: لولا أن يكتب علي لقلت.
قال ابن عون: كانت له حوانيت يكريها. فكان لا يكريها من المسلمين. فقيل له في ذلك فقال: إن لهذا إذا جاء رأس الشهر روعة وإني أكره أن أروع المسلم.
قال هشام بن حسان: حدثني من لم تر عيناي مثله فقلت في نفسي اليوم يستبين فضل الحسن وابن سيرين. قال: فأشار بيده إلى ابن عون وهو جالس.
قال الربالي: فذكرته للخليل بن شبان فقال: سمعت عمر بن حبيب يقول: عثمان البتي يقول: ما رأت عيناي مثل ابن عون.
عن ابن عون أن نادته أمه فأجابها فعلا صوته صوتها فأعتق رقبتين.
قرة بن خالد قال: كنا نعجب من ورع ابن سيرين فأنساناه ابن عون.
قال أبو عاصم: سألت ابن عون فقلت: حدثني بهذا الحديث إن خف عليك. فقال: لا تقل: إن خف. فقلت له: لمه? قال: أكره أن أحدثك ولا يخف علي فيكون على خلاف ما سألت.
أبو بكر المروزي قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل، وذكر ابن عون، فقال: كان لا يكري دوره من المسلمين. قلت: لأي علة? قال: لئلا يروعهم.
قال: وكان لابن عون جمل يستقي الماء فإذا غلام ابن عون قد ضرب الجمل فذهب بعينه فجاء الغلام وقد أرعب وظن أنهم قد شكوه. فلما رآه قد أرعب قال: اذهب فأنت حر لوجه الله عز وجل.
قال ابن عون: لن يصيب العبد حقيقة الرضا حتى يكون رضاه عند الفقر كرضاه عند الغنى، كيف تستقضي الله في أمرك ثم تسخط إن رأيت قضاءه مخالفا لهواك ولعل ما هويت من ذلك لو وفق لك فيه هلكك، وترضى قضاءه إذا وافق هواك? ما أنصفت من نفسك ولا أصبت باب الرضا.
قدم ابن المبارك قدمة فقيل له: إلى أين تريد? قال: إلى البصرة. قيل له: من بقي? قال: ابن عون آخذ من أخلاقه، آخذ من آدابه.
مخ ۳۲۰