297

مختصر صفت صفوه

مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى

ژانرونه

تصوف

فرقد بن يعقوب السبخي يكنى أبا يعقوب اجتمع عباد من أهل الكوفة فقالوا: تحدروا بنا إلى البصرة فننظر إلى عبادتهم. فقال بعضهم لبعض: اغدوا بنا إلى فرقد السبخي فدخلوا عليه فحدثهم ساعة ثم قالوا: يا أبا يعقوب، الغداء. قال: إنما طولت حديثي لتجوعوا فتأكلوا ما عندي أنزلوا تلك القفة فأخرجوا منها كسر خبز شعير أسود فقالوا له: ملح يا أبا يعقوب. فقال: قد طرحنا في العجين ملحا مرة لم تعنوني أن أطلب لكم? عن جعفر بن سليمان قال: قال فرقد السبخي: إن ملوك بني إسرائيل كانوا يقتلون قراءهم على الدين وإن ملوككم إنما يقتلونكم على الدنيا فدعوهم والدنيا.

قال فرقدا السبخي: قرأت في التوراة: من أصبح حزينا على الدنيا أصبح ساخطا على ربه عز وجل، ومن جالس غنيا فتضعضع له ذهب ثلثا دينه، ومن أصابته مصيبة فشكا إلى الناس فإنما يشكو ربه عز وجل.

قال: فرقد السبخي: ما انتهيت من نومي إلا خفت أن أكون قد مسخت.

قال فرقدا السبخي: اتخذوا الدنيا ظئرا واتخذوا الآخرة أما. ألم تروا إلى الصبي يلقي نفسه على الظئر فإذا ترعرع وعرف والدته ترك ظئره وألقى نفسه على والدته? وإن الآخرة والدتكم يوشك أن تجركم.

قال ابن شوذب: سمعت فرقدا يقول: إنكم لبستم ثياب الفراغ قبل العمل، ألم تروا إلى الفاعل إذا عمل كيف يلبس أدنى ثيابه، فإذا فرغ اغتسل ولبس ثوبين تقيين? وأنتم تلبسون ثياب الفراغ قبل العمل.

وشغله التعبد عن حفظ الحديث فلذلك يعرض النقلة عن حديثه 0

مالك بن دينار يكنى أبا يحيى

كان يكتب المصاحف. قال مالك بن دينار ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر الله تعالى.

مخ ۳۰۱