مختصر صفت صفوه
مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى
ژانرونه
إياس بن قتادة التميمي اغتم إياس بن قتادة وهو يريد بشر بن مروان، فنظر في المرآة فإذا بشيبة في ذقنه فقال: افليها يا جارية. ففلتها فإذا هي بشيبة أخرى. فقال: انظروا من بالباب من قومي فأدخلوه فأدخلوا عليه فقال: يا بني تميم إني قد كنت وهبت لكم شبيبتي فهبوا لي شيبتي، ألا أراني حمير الحاجات وهذا الموت يقرب مني. ثم قال: انقضى العمامة فاعتزل يؤذن لقومه ويعبد ربه ولم يغش سلطانا حتى مات.
من الطبقة الثانية من أهل البصرة
مطرف بن عبد الله بن الشخير يكنى أبا عبد الله
كان مطرف بن عبد الله إذا دخل بيته سبحت معه آنية بيته.
قال مطرف: لو أخرج قلبي في يدي هذه اليسار، وجيء بالخير فجعل في هذه اليمنى ما استطعت أن أولج قلبي منه شيئا حتى يكون الله يضعه.
كان مطرف يلبس البرانس، ويلبس المطارف، ويركب الخيل ويغشى السلطان غير أنك كنت إذا أفضيت إليه أفضيت إلى قرة عين.
عن ثابت البناني قال: كان مطرف يسكن البادية فإذا كان يوم الجمعة يركب فيجيء إلى الجمعة، قال فمر بمقابر فنعس فرأى أهل القبور على أفواه القبور، فقالوا: هذا يذهب إلى الجمعة. قال: وتعرفون يوم الجمعة من غيره? قالوا: نعم، ونعرف ما يقول الطير في جو السماء. قال: ما يقول? قالوا: يقول سلام سلام ليوم صالح.
عن ثابت البناني. قال: قال مطرف بن عبد الله: ما مدحني أحد قط إلا تصاغرت إلي نفسي.
قال مطرف: لأن يسألني ربي عز وجل يوم القيامة فيقول: يا مطرف ألا فعلت? أحب إلي من أن يقول: لم فعلت.
عن ثابت عن مطرف بن عبد الله أنه كان يقول: يا إخوتاه اجتهدوا في العمل فإن يكن الأمر كما نرجو من رحمة الله وعفوه كاهنت لنا درجات في الجنة، وإن يكن الأمر شديدا كما نخاف ونحاذر لم نقل: ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل سورة فاطر آية 37، نقول قد عملنا فلم ينفعنا ذلك.
قال مطرف بن عبد الله وهو بعرفة: اللهم لا ترد الجميع، من أجلي.
مخ ۲۷۶