مختصر صفت صفوه
مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى
ژانرونه
ولا خير في شكوى إلى غير مشتكي ولا بد من سلوى إذا لم يكن صبر قال ذوالنون المصري خرج الناس إلى الاستسقاء بالبصرة فخرجت فيمن خرج فبينا أنا مار بين الناس إذا بيدين قبضتا على رجلي فقلت من أنت خل عني فقال أنا سعدون المجنون اين تريد يا أبا الفيض قلت اريد المصلى ادعو الله تعالى فقال بقلب سماوي أو بقلب جاف فقلت بقلب سماوي قال انظر يا ذا النون لا تبهرج فان الناقد بصير وقال تدعو الله واؤمن على دعائك أو ادعو الله وتؤمن على دعائي فقلت تدعو أنت واؤمن عليه.
قال فصف قدميه ثم قال الهي بحق البارحة الا امطرتنا قال ذو النون لقد رأيت الغيوم قد ارتفعت عن اليمين والشمال حتى التقت فجاءنا المطر كافواه العزالي فقلت له بحق معبودك أي شيء كان بينك وبين الله البارحة فقال لي لا تدخل بيني وبين قرة عيني قلت لا بد ان تخبرني فانشا يقول:
انست به فلا ابغي سواه مخافة ان اضل فلا اراه
فحسبك حسرة وضنى وسقما بطردك عن مجالس أولياه
قال ذو النون رأيت سعدونا في المقبرة في يوم حار وهو يناجي ربه عز وجل بصوت عال ويقول أحد أحد فاتبعته فسلمت عليه فرد علي السلام فقلت له بحق من تناجيه الا وقفت لي وقفة فوقف وقال لي قل واوجز فقلت اوصني بوصية احفظها عنك أو تدعو لي بدعوة فقال:
يا طالب العلم ههنا وهنا ومعدن العلم بين جنبيكا
ان كنت تبغي الجنان تدخلها فاذرف الدمع فوق خديكا
وقم إذا قام كل مجتهد وادع لكيما يقول لبيكا
قال ثم مضى فقال يا غياث المستغيثين اغثني قلت له ارفق بنفسك فلعله يلحظك بلحظة فيغفر لك فنفض يده من يدي وعدا يقول:
انست به فلا أبغي سواه مخافة ان اضل فلا اراه
فحسبك حسرة وضنى وسقما بطردك عن مجالس اولياه
قال صالح المري قرات بين يدي سعدون المجنون كأنهن الياقوت والمرجان من سورة الرحمن الاية: 58. فصرخ ثم قال ملاح والله ثم انشا يقول:
ان في الخلد جارية هي حسن كما هيه
لو تراها على النما رق بالغنج ماشيه
لتمنيت أنها لك ما عشت باقيه
مخ ۱۷۱