(12) سورة : النبأ آية رقم : 1 باب الجمع بين السور في ركعة عن عبد الله بن شقيق C قال : سألت عائشة Bها ، أكان رسول الله A يجمع بين السور ؟ قالت : « نعم من المفصل » وعن ابن مسعود Bه أن رجلا جاءه فقال : إني لأقرأ المفصل في ركعة ، فقال عبد الله Bه : « أهذا كهذ الشعر ؟ إن قوما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكنه إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع ، إن أحسن الصلاة الركوع والسجود ، ولكن كان رسول الله A يقرأ النظائر : الرحمن والنجم ، في ركعة ، واقتربت والحاقة في ركعة ، والطور والذاريات في ركعة ، وإذا وقعت الواقعة ون والقلم في ركعة ، وسأل سائل ، والنازعات في ركعة ، ويا أيها المدثر ويا أيها المزمل في ركعة ، وويل للمطففين وعبس في ركعة ، والدخان وإذا الشمس كورت في ركعة » وفي رواية : « وهل أتى على الإنسان ولا أقسم في ركعة ، وعم يتساءلون والمرسلات في ركعة ، وحم الدخان وإذا الشمس كورت في ركعة » وعن السائب بن يزيد أن عثمان Bه قرأ القرآن في ركعة أوتر بها « وقال محمد بن سيرين عن ابن عمر Bه أنه كان يقرأ بعشر سور في ركعة » باب كراهة تقطيع السورة والجمع بين السور في ركعة 168 - حدثنا حامد بن عمر ، ثنا عبد الواحد بن زياد ، عن عاصم ، عن أبي العالية ، حدثني من سمع رسول الله A يقول : « لكل سورة حظها من الركوع والسجود » وفي رواية : « لكل سورة ركعة » وفي أخرى : « أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود » وقيل لعبد الله بن عمرو Bه : « الرجل يقرأ القرآن في ليلة ؟ فقال : أقد فعلتموها ؟ لو شاء الله أنزله جملة واحدة إنما فصل ليعطي كل سورة حظها من الركوع والسجود » قال ابن مسعود Bه : « أعطوا كل سورة حقها من الركوع والسجود ، ولا تهذوا القرآن هذا الشعر ولا تنثروه نثر الدقل ، وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب » 169 - حدثنا عمرو بن زرارة ، أخبرنا زياد البكالي ، عن ابن إسحاق ، قال : حدثني صدقة بن يسار ، عن عقيل بن جابر بن عبد الله ، Bه قال : خرجنا مع رسول الله A في غزوة ذات الرقاع من نخل فأصاب (1) رسول الله A امرأة رجل من المشركين ، فلما انصرف رسول الله A قافلا (2) أتى زوجها وكان غائبا ، فلما أخبر الخبر حلف ألا يرجع حتى يهريق (3) في أصحاب محمد A دما ، فخرج يتبع أثر رسول الله A ، فنزل رسول الله A منزلا ، فقال : « من رجل يكلؤنا (4) ليلتنا هذه ؟ ، فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار ، فقالا : نحن يا رسول الله A ، قال : » فكونا بفم (5) الشعب (6) « ، وكان رسول الله A وأصحابه قد نزلوا إلى شعب من الوادي ، فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب ، قال الأنصاري للمهاجري : أي الليل تحب أن أكفيكه ، أوله أم آخره ؟ قال : بل اكفني أوله ، فاضطجع المهاجري فنام ، وقام الأنصاري يصلي قال : وأتى الرجل فلما رأى شخص الرجل عرف أنه ربيئة (7) القوم ؟ قال : فرماه بسهم فوضعه فيه ، قال : فانتزعه فوضعه وثبت قائما ، فرماه بسهم آخر فوضعه فيه ، قال : فنزعه فوضعه وثبت قائما ، ثم عاد له بالثالث فوضعه فيه ، قال : فنزعه فوضعه ، ثم ركع وسجد ، ثم أهب صاحبه ، فقال له : اجلس فقد أثبت ، قال : فوثب ، فلما رآهما الرجل عرف أنهم قد نذروا (8) به فهرب ، فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدم قال : سبحان الله ، أفلا أيقظتني أول ما رماك ؟ قال : كنت في سورة أقرؤها فلم أحب أن أقطعها حتى أنفذها ، فلما تابع علي الرمي ركعت فآذنتك (9) ، وايم الله (10) لولا أن أضيع ثغرا (11) أمرني رسول الله A بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفذها » وبلغ عبد الله بن عمرو Bه ، عن رجل يقال له : عباد ، كان يلزمه وكان امرأ صالحا أنه يقرأ القرآن فيقرن بين السور في الركعة الواحدة ، فقال له عبد الله : يا خائن أمانته ، فاشتد ذلك على عباد وقال : غفر الله لك ، أي أمانة بلغك خنتها ؟ قال : أخبرت أنك تجمع بين السورتين في الركعة الواحدة ، فقال : إني لأفعل ذلك ، فقال : « كيف بك يوم تأخذك كل سورة بركعتها وسجدتها ؟ أما إني لم أقل لك إلا ما قال لي رسول الله A » قال أبو عبيد : والذي عليه أمر الناس أن الجمع بين السور في الركعة حسن غير مكروه ، وهذا الذي فعله عثمان بن عفان Bه ، وتميم الداري Bه وغيرهما ، هو من وراء كل جمع إلا أن الذي اختار من ذلك أن لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث للأحاديث التي رويت عن النبي A وأصحابه من الكراهة لذلك « وذكر عن يحيي القطان ، عن عبد الرحمن بن حرملة ، عن سعيد بن المسيب أن النبي A مر بأبي بكر Bه وهو يخافت ، ومر بعمر Bه وهو يجهر ، ومر ببلال Bه وهو يقرأ من هذه السورة ، ومن هذه السورة ، فقال لأبي بكر Bه : » مررت بك وأنت تخافت « ، فقال : إني أسمع من أناجي ، فقال : » ارفع من صوتك شيئا « ، وقال لعمر Bه : » مررت بك وأنت تجهر « ، فقال : أطرد الشيطان وأوقظ الوسنان ، فقال : » اخفض شيئا « ، وقال لبلال : » مررت بك وأنت تقرأ من هذه السورة ، ومن هذه السورة « ، فقال : أخلط الطيب بالطيب ، فقال : » اقرأ السورة على وجهها « وفي رواية : قال لبلال Bه : » إذا قرأت السورة فأنفدها « قال أبو عبيد C : » فالأمر عندنا على الكراهة لقراءة الآيات المختلفة كما أنكر النبي A على بلال Bه ، وكما اعتذر خالد بن الوليد من فعله ، وكراهة ابن سيرين له ، قال : وذلك أثبت عندي لأنه أشبه بفعل العلماء «
__________
(1) أصاب : قتل
(2) قفل : عاد ورجع
(3) يهريق : يريق ويسيل ويسكب
(4) يكلأ : يحرس ويراقب
(5) فم الشعب : باب الغار وهو مدخل الكهف الموصل للخارج
(6) الشعب : الطريق في الجبل أو الانفراج بين الجبلين
(7) الربيئة : العين والطليعة الذي ينظر للقوم لئلا يدهمهم العدو
(8) نذروا : علموا وأحسوا
(9) الأذان والإذن : هو الإعلام بالشيء أو الإخبار به وباقترابه
(10) وايم الله : أسلوب قسم بالله تعالى وأصلها ايمن الله
مخ ۲۱۹