146

مختصر نصیح

المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

پوهندوی

أَحْمَدُ بْنُ فَارِسٍ السَّلوم

خپرندوی

دار التوحيد

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٠هـ - ٢٠٠٩ م

د خپرونکي ځای

دار أهل السنة - الرياض

ژانرونه

معاصر
ومنه أبواب لا يفهم ما أراد منها إلا بدليل التصدير، مثل باب قوله ﷿ ﴿وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ﴾ ثم أدخل حديث ابن مسعود أن قريشا لَمَّا أبطؤوا على رسول الله ﷺ دعا عليهم بسبع كسبع يوسف، ثم صدر في الباب قوله ﴿بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ﴾ فبلغ إلى موضع الفائدة ثم لم يذكرها وهو قوله تعالى ﴿وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (١٣) وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ﴾ وفي معنى ذلك تبويبه والله أعلم. ووجه ذلك أنه شبه ما عرض ليوسف ﵇ مع إخوته ومع امرأة العزيز بما عرض لمحمد ﵇ مع قومه حين أخرجوه من وطنه وأهله وآذوه، كما أخرج إخوة يوسف يوسف عن أبيه وباعوه ممن استعبده فلم يعنف محمد ﷺ قومه كما لم يعنف يوسف إخوته حين أتوهما تائبين معترفين، فقَالَوا ليوسف ﵇ ﴿تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ﴾، وقَالَ أَبُوسفيان لمحمد ﷺ: إنك قد بعثت بصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله ﷿ لهم، وقَالَوا ربنَا اكشف عنَا العذاب إنَا مؤمنون فدعا لهم ﵇ فأخبره تعالى أنه كاشف العذاب وأنهم عائدون يريد إلى التكذيب، حتى ينتقم منهم في البطشة الكبرى يوم بدر، ودعا يوسف لإخوته فقَالَ لهم لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم حين أتوه نادمين معترفين، وقَالَوا لأبيهم: ﴿يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ﴾، فقَالَ لهم: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، فقَالَ الله تعالى لمحمد ﵇: ﴿بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ﴾ [ص/٤] أي عجبتَ من حلمي عنهم مع سخريتهم وتماديهم في غيهم، ومن قرأ بقراءة عبد الله برفع التاء من

1 / 151