النوع الرابع عشر: حب المدح وكراهة الذم
هما نوعان من جنس محبة الدنيا، واعلم أن هلاك أكثر الناس لخوف مذمة الناس ورجاء امتداحهم بأن جعلوا حركاتهم وسكناتهم على حسب ما يوافق رضا الناس ويستجلب ثناءهم، طلبا للمدح وهربا من الذم، وذلك من المهلكات، فنعوذ بالله من سلب توفيقه،وينبغي معالجة النفس لتزول عنها هذه الخليقة الذميمة كأن يستحضر الممدوح أن الذي مدح به إن كان دنيويا فهو كسراب بقيعة، وإن كان دينيا فذلك مما لا ينبغي الفرح به، لأن الخاتمة غير معلومة، ففي الخوف من سوء الخاتمة ما يشغل عن ذلك الفرح.
وأما الذم فإن كان الذام لك صادقا فتلك نصيحة ينبغي أن تشكره لأجلها، وإن كان كاذبا فما ضر إلا نفسه وكان ذلك كفارة لذنوبك مع الصبر، ففي الحقيقة قد حصلت لك فائدة من جهته فلا يغمك ذلك.
النوع الخامس عشر: الجبن
هو أيضا نوع من محبة الدنيا لأن الحامل عليه الإخلاد إليها وعدم السمحان بها وهو البخل بالنفس، ولا شك في تحريمه حيث يجب بذلها في طلب عدو أو مدافعته.
النوع السادس عشر: البخل
هو عبارة عن شدة حب المال الحاملة على منعه، وإن وجب بذله ، وقد ذم الله الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل فاقتضى تحريمه، والمنع المذموم منع المال عما يجب صرفه فيه عن أداء حق أو تحصيل نفع أو دفع ضرر أو ذم .
والحاصل أن الواجب قسمان : * واجب شرع، * وواجب مروءة، فمن منعهما أو أحدهما عد بخيلا.
* فواجب الشرع الزكاة ونحوها.
* وواجب المروءة فهو عدم الاستقصاء على المحقرات، ومن فعلها كان سخيا.
مخ ۷۹