وهذا هو السؤال من فضل الله، ولم يكن محرما فتأمله تنجو من الهلكات، لأن الحسد آفة وداء على من وقع عليه، إذ هو شعلة نار تتوقد في قلب الحاسد والقلوب عليه مجبولة، قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما خلى جسد من حسد، ولكن الكريم يخفيه واللئيم يبديه))، فإن ثارت ناره المحرقة والعياذ بالله وجبت مدافعته إما بتذكر الأدلة الواردة في ذمه أو بتذكر ما ورد عن الحكماء: الحسود غضبان على من لا ذنب له(1)، ونحو ذلك.
النوع السابع: الغل والحقد
هما بمعنى واحد، وذلك المعنى هو أن يلزم قلبك استثقال المحقود عليه وبغضه على جهة الاستمرار، وهو من نتائج الحسد، وهو متوسط بين الحسد والعداوة.
فالحسد: كراهة المنفعة من دون إرادة نزول مضرة أو فوت منفعة عنه.
والغل: هو إرادة ذلك أي : نزول مضرة أو فوت منفعة.
والعداوة: هي تلك الإرادة مع العزم على فعل الضرر بالعدو إن أمكن.
والغل والحقد لا يصحبهما عزم على فعل وإن أمكن.
مخ ۷۲