* أو يكون مريدا به وجه الله تعالى مع إرادة ظهوره عند الناس، وهذا هو المرائي، إذ فيه قصد مجموع الأمرين، وقد تقدم تحريمه .
نعم قد يحسن من العبد إظهار الطاعة لمصلحة كأن يكون ممن يقتدى به فيكون كالأمر بالمعروف، أوكأن يتهم برذيلة وهو بريء منها وبإظهار الطاعة تزول فتكون كالنهي عن المنكر، وكأن يكون إظهار الطاعة تأكيدا لتوبته، وكأن يكون في الإظهار نفوذ كلمته فيما يأمر به وينهى عنه، وقرب الناس إلى إجابة دعوته لإحياء حق أو إماتة باطل، وكأن يكون في ترك الفعل أو في تركه إظهاره نسبته إلى التقصير والاستهانة بالخيرات، وليحذر في هذه المقاصد أن يخرج بها إلى حد الرياء أشد الحذر، لأن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، وربما جعل الشيطان ذلك أحبولة إلى مراده، والأعمال بالنيات.
النوع الرابع: المباهاة
وهي نوع من الرياء مخصوصة، وهو أن يجتهد الإنسان في إظهار بعض الخصال التي يشرف بها عند الناس طالبا للشرف عندهم، كالمباهاة بحلق التدريس وكثرة أهلها، والإنتصاب لها حيث يراه الناس ابتغاء الرفعة عندهم، وعرض الجاه لغرض يعود إلى الدنيا.
النوع الخامس: المكاثرة
وهي نوع من المباهاة تختص بالأعيان كالمال والبنين والعشيرة والأتباع، ولا خلاف في تحريم ذلك، ومن المباهاة تكلف تحسين الكلام في المحافل ونوادر المسائل طالبا للرفعة، فأما لو قصد باختيار الكلام البليغ تأثيره في النفوس ولتأدية المعنى المراد بكماله لا ليقال أنه بليغ، فلا كلام في حسنه بل في ندبه.
مخ ۶۹