فيجب على من بلغته دعوة إمام أن ينهض فيبحث عن كماله لهذه الشروط فيتبعه، أو نقصانها فيجتنبه، ومن بعد صحة كماله تجب طاعته ونصحته وبيعته إن طلبها، وتسقط عدالة من أبى البيعة، ومن عاداه فبقلبه مخط آثم، وبلسانه فاسق، وبيده محارب، ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( تمسكوا بطاعة أئمتكم ولا تخالفوهم، فإن طاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله ))، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((من نزع يده من طاعة الإمام فإنه يجىء يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وهو مفارق للجماعة أي جماعة الحق فقد مات ميتة جاهلية ))، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: (( ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، رجل بايع إماما عادلا فإن أعطاه شيئا من الدنيا وفى له، وإن لم يعطه لم يف له )) ...إلى آخر الحديث، فقد دل ذلك على ما نص عليه الهادي عليه السلام في الأحكام من أنه يجب على الأمة أن ينصروا الإمام العادل ويوازروه ويعينوه على أمره، وعلى أنه يحرم عليهم أن يخذلوه، وعلى أنه يلزمهم أن يطيعوه فيما أوجب الله عليهم من طاعته، فينقادوا لأحكامه وينهضوا إذا استنهضهم لقتال أعداء الله، ويقاتلوا من يأمرهم بقتاله، ويسالموا من سالمه، ويعادوا من يعاديه، وألا يكتموه شيئا يحتاج إلى معرفته، وأن ينصحوه سرا وجهرا، وألا يمتنعوا من (طاعته و) بيعته، وعلى الجملة فقد ذكر السيد الإمام أبوطالب عليه السلام أن ذلك مما لا خلاف فيه، وإليه وحده إقامة الحدود والجمع ونصب الحكام، وتنفيذ الأحكام، ونصب ولاة المصالح والأيتام، وغزو الكفار والبغاة إلى ديارهم، وأخذ الحقوق كرها، وله الاستعانة من خالص أموال الرعية حيث لا بيت مال ولا يمكن من غيره وخشي استئصال قطر من أقطار المسلمين، وأن يعاقب بأخذ المال وإفساده.
مخ ۵۸