أما الحالات الخمسة والعشرون التي للكواكب وهي الحيز والإقبال والإدبار والمقارنة والنظر والتصال والنصراف وخلاء السير والوحشي والنقل والجمع ورد النور والمنع ودفع الطبيعة ودفع القوة ودفع الطبيعتين ودفع التدبير والرد والنتكاث والعتراض والفوت وقطع النور والنعمة والمكافءة والقبول فالحيز أن يكون الكوكب الذكر بالنهار فوق الأرض وبالليل تحت الأرض في برج ذكر وأن يكون الكوكب الأنثى بالنهار تحت الأرض وبالليل فوق الأرض في برج أنثى إلا المريخ فإنه يخالف ذلك والإقبال أن يكون الكوكب في الأوتاد أو ما يليها والإدبار أن يكون الكوكب في البيوت الزائلة والمقارنة أن يكون الكوكبان في برج واحد فأقوى دلالتهما إذا كان بينهما خمس عشرة درجة فما دونها أمامهما أو خلفهما والذي يكون منهما في ذاته أقوى فإن فعله يكون أظهر فإذا كان عند مقارنتهما بين أحدهما و (بين) الآخر مقدار نصف جرم كل واحد منهما أو أقل فهو أوكد لدلالة ما يدلان عليه وإذ اختلف برجاهما وبين كل واحد منهما درج قليلة فإنه لا يقال لهما مقترنان ونظر الكواكب إنما يكون إلى موضع معلومة وهي البرج الثالث والرابع والخامس والسابع والتاسع والعاشر والحادي عشر ونظره إلى البرج الثالث والحادي عشر منه نظر تسديس ومودة وإلى البرج الرابع والعاشر نظر تربيع ومخالفة وإلى الخامس والتاسع منه نظر تثليث وموافقة وإلى السابع منه نظر مقابلة وعداوة وينظر إلى البرج التاسع والعاشر والحادي عشر منه عن يمينه وإلى الثالث والرابع والخامس منه عن يساره والتصال على نوعين أحدهما اتصال الطول والآخر اتصال العرض فأما اتصال الطول فإنما يكون الكوكب الخفيف (السير يسير إلى الكوكب) الذي هو أبطأ منه إذا كان مقارنا له أو ناظرا إليه فما دام درجة الخفيف دون درجة الثقيل المقارن له أو الناطر إليه هو ذاهب إلى التصال به فإذا صار له مثل تلك الدرج فقد تم اتصاله (به) وإذا جاوزه فقد انصرف عنه وأما اتصال العرض فأن كان من مقارنة فهو إن يكون الكوكبان في برج واحد ويكونان مستوي الدرج في الطول والعرض والجهة (و) يكسف أحدهما صاحبه وإن كان من مقابلة فهو أن يكون أحدهما في استقبال صاحبه وأحدهما شمالي صاعد والآخر شمالي هابط أو يكون أحدهما صاعدا في الجنوب والآخر هابطا فيه وإن كان من سائر المناظرات فإن يكون أحدهما صاعدا في الشمال والآخر هابطا في الجنوب أو يكون أحدهما صاعدا في الجنوب والآخر هابطا في الشمال وفي هذه كلها إذا كان أقلهما عرضا يبلع درجات أقصى عرضه ما يلحق بدرجات الكواكب الآخر فهو متصل به بالعرض فإذا استوى عرضا فقد اتصل به فإذا زاد عرضه على عرض صاحبه فقد انصرف عنه بالعرض وخلاء السير أن ينصرف الكوكب عن اتصال كوكب بالمقارنة أو بالنظر ولا يتصل بكوكب ما دام في برجه والوحشي أن يكون الكوكب لا ينظر إليه كوكب البتة وأكثر ما يكون ذلك للقمر والنقل وجهان أحدهما أن ينصرف الكوكب الخفيف عن البطيء ويتصل بآخر فينقل طبيعة أحدهما إلى الآخر والثاني أن يتصل كوكب خفيف بكوكب أبطء منه ويتصل ذلك البطيء بكوكب آخر فينقل طبيعة الخفيف إلى الذي هو يتصل به والجمع أن يتصل بالكوكب الواحد كوكبان أو أكثر فيجمع نورها ويئخذ طبائعها ورد النور على جهتين إحداهما أن يكون الكوكب أو الكوكبان المستدل بهما لا يتصلان ولا يتناظران إلا أنهما ينظران إلى كوكب أو يتصلان به فينظر الكوكب المنظور إليه أو المتصل به إلى بعض مواضع الفلك فيرد نورهما إلى ذلك الموضع والجهة الثانية أن يكون صاحب الطالع وصاحب الحاجة لا يتناظران أو يكونان منصرفين فإن نقل بينهما كوكب فقد رد نور أحدهما على الآخر والمنع على وجهين أحدهما من مقارنة وهو إن يكون ثلاثة كواكب في برج واحد مختلفة الدرج ويكون الثقيل أكثرها درجا فالأوسط منها قد منع الأقل درجا من التصال بالثقيل إلى أن يجوزه والوجه الثاني من المنع أن يكون كوكبان في برج واحد ويكون الخفيف متصلا بالثقيل وكوكب آخر متصلا بذلك الثقيل بالنظر فالذي معه في برجه يمنع الناظر ويفسد عليه اتصاله إذا كانت درجاتهما شيئا واحدا فأما إذا كانت درجات الذي ينظر أقرب إلى الءتصال من درجات المجامع فالتصال للناطر ودفع الطبيعة أن يتصل الكوكب برب البرج الذي هو فيه أو في شرفه أو في حده أو مثلثته أو وجه فيدفع طبيعة الكوكب إليه ودفع القوة ن يكون الكوكب في بيت نفسه أو في شرفه أو سائر ما ذكرنا ويتصل بكوكب آخر فيدفع قوة نفسه إليه ودفع الطبيعتين على جهتين حداهما أن يكون الكوكب في برج له فيه مزاعمة ويتصل بآخر له فيه مزاعمة أيضا وذلك كالزهرة إذا اتصلت بالمشتري من الحوت والجهة الثانية أن يتصل الكوكب النهاري( بالنهاري) وهما في مكان النهار والليلي بالليلي وهما في مكان الليل ودفع التدبير أن يتصل الكوكب (بالكوكب) من أي جهة كان التصال فإن كان ذلك من مودة أو موافقة أو قبول كانت ملائمة وان كان ذلك من مخالفة أو عداوة كان خلاف ذلك والرد على وجهين أحدهما أن يتصل الكوكب بكوكب تحت شعاع الشمس محترق فيرد عليه بضعفه والثاني أن يتصل الكوكب بكوكب راجع فيرد عليه ما قبل منه لرجوعه فربما كان ذلك الرد بصلاح وربما كان بفساد والذي يكون رده بصلاح فهو على ثلاث جهات إحداها أن يكون المدفوع إليه يقبل الداع والثاني ان يكون (الداع) مستقيم السير والمدفوع إليه المحترق والراجع كلاهما في وتد أو ما يلي الوتد والثالث أن يكون القابل الراجع أو المحترق ساقطا والداع في وتد أو ما يليه فإذا رد القابل إلى الداع والداع في موضع جيد أصلح الحاجة بعد الفساد وأما رده بفساد فهو على جهتين إحداهما ان يكون الداع ساقطا والراجع أو المحترق ( و ) المدفوع إليه في وتد أو ما يليه فإذا رد إلى الداع ما قبل منه بحال رجوعه أو احتراقه فسدت الحاجة بعد الستقامة والثاني أن يكون الدافع والقابل ساقطين أو محترقين ولا يقويان على النهوض به فحينئذ يدل على أن الحاجة ليس لها أول ولا آخر والنتكاث أن يكون الكوكب متصلا (بكوكب) فقبل أن يبلغه برجع عنه فيبطل اتصاله والعتراض أن يكون كوكب خفيف كثير الدرج وكوكب آخر أثقل منه وأقل درجا وكوكب ثالث أخف (من) ذلك الخفيف يريد التصال بالثقيل فيرجع الخفيف الكثير الدرج فيتصل بالثقيل برجوعه ثم يجوزه فيكون اتصال ذلك الثالث الذي هو أخف من الخفيف بهذا الراجع الذي هو أثقل منه (لا) بالثقيل والفوت أن يكون كوكب ذاهب إلى التصال بكوكب فقبل أن يبلغه ينتقل المتصل به لى برج آخر فإذا تحول الداع ان يكون بعض الكواكب أقرب إليه منه فيكون اتصاله بالكوكب الآخر فيبطل اتصاله بالأول وقطع النور على ثلاث جهات إحداها أن يكون كوكب يريد التصال بكوكب أثقل منه وفي البرج الثاني من الخفيف (كوكب فقبل أن يبلع الخفيف) إلى التصال بالثقيل يرجع الكوكب الذي في الثاني منه ويدخل برجه ويقارنه فيقطع نوره عن ذلك الكوكب الذي أراد التصال به والثانية أن يكون كوكب خفيف يتصل بكوكب أثقل منه وذلك الكوكب يدفع إلى كوكب (ثقيل) فقبل أن يبلغ الخفيف درجة الكوكب الذي هو أثقل منه يتصل ذلك الكوكب بالكوكب الثقيل ويجوزه فيكون اتصال الخفيف بالثقيل ويبطل اتصاله بالأول والجهة الثالثة أن يتصل الكوكب بكوكب سوى صاحب الحاجة أو يتصل به كوكب فينقل نوره إلى سوى صاحب الحاجة والنعمة والمكافءة أن يكون الكوكب في بئره أو هبوطه فيتصل به كوكب أو يتصل هو بكوكب له مصادق أو مزاعم لبرجه أو يكون لأحدهما شهادة في (برج) نفسه فإنه يقتلعه وتخرجه من بئره أو هبوطه فلا يزال له النعمة عليه حتى يقع الكوكب الذي أنعم عليه في بئره أو هبوطه فيتصل آخرهما بصاحبه فيخترجه من بئره أوهبوطه فيكون قد وفاه النعمة التي أنعمها عليه وكافءه وربما سمي رب شرف برج الكوكب صاحب نعمته والقبول أن يتصل الكوكب بالكوكب من بيت المتصل به أو من شرفه أو حده أو مثلثته أو وجه فيقبله أو يكون القابل للاتصال في بيت الداع أو في سائر حظوظه الذي ذكرنا قبل فيقبله وأقواها صاحب البيت أو الشرف فأما صاحب الحد أو الثلثة أو الوجه فهو ضعيف إلا أن يجتمع اثنان منها أو أكثر وقد يقبل بعضها بعضا أيضا (بالنظر) من غير اتصال إلا أن قبول التصال أقوى
مخ ۳۰