الله صلى الله تعالى عليه وسلم يوما: ((أيكم رأى رؤيا فقلت: أنا رأيت يا رسول الله كأن ميزانا دلي من السماء، فوزنت
بأبي بكر فرجحت بأبي بكر، ثم وزن أبو بكر بعمر فرجح، أبو بكر بعمر ثم وزن عمر بعثمان فرجح عمر بعثمان ثم رفع الميزان، فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ((خلافة نبوة، ثم يؤتي الله الملك لمن يشاء)) (1) .
قال وأسند أبو داود عن جابر الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ((رأى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله، ونيط عمر بأبي بكر، ونيط عثمان بعمر)) ، قال جابر فلما قمنا من عند رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم. قلنا أما الصالح فرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وأما نوط بعضهم ببعض، فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه.
قال: ومن ذلك حديث صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة -رضي الله عنها -، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم. اليوم الذي بدئ فيه، فقال ((ادعي لي أباك وأخاك، حتى أكتب لأبي لكر كتابا، ثم قال يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر، وفي لفظ فلا يطمع في هذا الأمر طامع)) (2) .
وهذا الحديث في الصحيحين ورواه من طريق أبي داود الطيالسي، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: لما ثقل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال: ((ادعي لي عبد الرحمن بن أبي بكر لأكتب لأبي بكر كتابا، لا يختلف عليه ثم قال معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر)) ، وذكر أحاديث تقديمه في الصلاة، وأحاديث أخر لم أذكرها لكونها ليست مما يثبته أهل الحديث.
وقال أبو محمد بن حزم في كتابه الملل والنحل: اختلف الناس في الإمامة بعد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فقالت طائفة: إن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لم يستخلف أحدا، ثم اختلفوا فقال بعضهم: لكن لما استخلف أبا بكر على الصلاة كان ذلك دليلا على أنه أولاهم بالإمامة والخلافة على الأمر، وقال بعضهم: لا ولكن كان أثبتهم فضلا، فقدموه
لذلك، وقالت طائفة: بل نص رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على استخلاف أبي بكر بعده، على أمور الناس نصا جليا.
قال أبو محمد وبهذا نقول: لبراهين أحدها إطباق الناس كلهم، وهم الذين قال الله
مخ ۵۵